استمعت عناصر الشرطة القضائية بولاية الأمن بمراكش، أول أمس الأحد، إلى زميلتنا نزهة بركاوي، عضو هيئة تحرير «المساء», بخصوص مضامين مقال نشر الخميس الماضي حول «تفكيك شبكة متخصصة في الدعارة الجماعية» أو ما يعرف ب«البوكا بوكا» بمراكش. جلسة الاستماع إلى الزميلة بركاوي تجاوزت 5 ساعات، ابتدأت من حوالي الساعة الثانية والنصف زوالا إلى حدود السابعة والنصف ليلا بمقر ولاية الأمن. وتوزعت أسئلة المحققين، الذين تجاوز عددهم 8 أفراد، بين ما هو شخصي وما هو مهني إلى درجة أن أحد الأسئلة كان بخصوص الأجر الشهري الذي تتقاضاه من الجريدة. كما أن المحققين وقفوا مطولا عند تفاصيل ما جاء في المقال، إذ شملت أسئلتهم كل جملة وكل فقرة وأحيانا كل كلمة تضمنها هذا المقال مثل كلمة «تفكيك». ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل كانت عناصر أمنية أخرى تتناوب على الدخول إلى قاعة الاستماع من أجل الضغط النفسي على زميلتنا، حتى أن عنصرا أمنيا قال لها بالحرف «إن الشخص الذي زودك بالخبر أعرفه»، وهو ما يعني أن ما نشرته «المساء» كان صحيحا. وكان ضمن المحققين عنصر أمني لم يتعامل باللباقة المطلوبة مع زميلتنا بركاوي، إذ حاول استفزازها أكثر من مرة وقال لها بهجة حادة «نحن مؤسسة رسمية وننفي صحة هذا الخبر، فهل مازلت متأكدة من الخبر؟ هل يمكن أن تثقي في مصادرك الخاصة؟ إنها تكذب عليك؟ كنت ضحية قشرة «بنان»»؟. كما توزعت بعض الأسئلة عما إن كان لزميلتنا انتماء سياسي أو أنها تتعاطف مع أي حزب سياسي أو سبق لها أن كانت فاعلة جمعوية ... والغريب في الأمر أن عناصر الشرطة طلبت من صحافية «المساء» إعطاءها تعريفا ل«البوكا بوكا»، وطبيعة هؤلاء الأشخاص، علما أن كل هذه التفاصيل وردت في المقال بالتفصيل. كما أكد أحد العناصر أن المقال أضر بمجموعة من الأشخاص سيتابعون زميلتنا وجريدة «المساء» قضائيا، علما أن المقال لم يفصح عن اسم الوحدة الفندقية المعنية ولا طبيعة الأشخاص الذين يترددون عليها، ولم يورد أي اسم ولا حتى اللقبين الخاصين بمسير الوحدة الفندقية ومالكها ولا حتى مكان هذه الوحدة الفندقية. ولم تقف أسئلة المحققين عند هذا الحد، بل إن واحدا منهم سألها عما إذا كان مدير النشر الجديد عبد الله الدامون باشر عمله أم لا, وأسئلة أخرى لا علاقة بالمقال موضوع الاستماع، فيما رفضت زميلتنا بركاوي الكشف عن مصادرها، مؤكدة للمحققين أن الخبر الذي نشرته الجريدة كان صحيحا ولم نسئ فيه إلى أي شخص، بل أشادت فيه الجريدة بالدور الإيجابي لرجال الأمن. من جهة أخرى ينتظر أن تستمع اليوم الشرطة القضائية بمراكش إلى عبد الله الدامون مدير نشر جريدة «المساء» في نفس الملف بعد أن تعذر عليه الحضور أول أمس الأحد.