قرر مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء، وسط أجواء مشحونة بين أعضائه، عقد الدورة العادية لشهر أكتوبر يوم 26 أكتوبر الجاري. وقد خصص جدول أعمال الدورة لمناقشة النقط، التي تمت برمجتها خلال الدورة الاستثنائية، التي ولم تنعقد بسبب غياب النصاب القانوني، إضافة إلى النقط المتعلقة بمنح المقاطعات التابعة للمجلس وميزانية المدينة برسم سنة 2012. وذكرت مصادر مطلعة أن خلافات انفجرت بين مكونات المكتب حول طريقة تدبير العديد من الملفات بالمدينة. كما أن أجواء الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة ليوم 25 نونبر زادت من تأزم الوضع، خاصة بعد التحاق أعضاء بالمكتب بأحزاب أخرى من قبيل سفيان القرطاوي، الذي قرر الاستقالة من مجلس المستشارين، وخوض انتخابات مجلس النواب باسم حزب الحركة الشعبية بدائرة مولاي رشيد، قادما إليه من حزب الأصالة والمعاصرة. من جهة أخرى، شن مصطفى الحيا، النائب الخامس لرئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء عن حزب العدالة والتنمية ورئيس المقاطعة الجماعية لسيدي مومن، هجوما لاذعا على محمد ساجد، عمدة العاصمة الاقتصادية للمغرب. وقال الحيا في حوار نشره الموقع الإلكتروني «أطلس بريس»: «هذه الأزمة كانت متوقعة، لأن ساجد عمدة المدينة عندما تحمل المسؤولية في الولاية السابقة كان عمله في السنوات الأولى منظما. لكن بعد استفراد الرئيس بالأمر وبالقرارات تحول مجلس المدينة إلى شركة من شركات ساجد الشخصية يسيرها بطريقة الباطرونا. هذا الأمر ولد لوبيًا متشعبا داخل مجلس المدينة يتكون من العديد من الأطراف، يتزعمهم «منهشون» عفوا منعشون في العقار». وأضاف الحيا قائلا: «بدأ (ساجد) يمارس منطق التسيير الأحادي والاستفراد بالقرارات وخدمة مصالحه الشخصية. كل هذا ساهم في اتساع رقعة الاحتجاج حيث أصبحت الأغلبية كلها تحتج، لدرجة أن من كان يلتزم الصمت في الماضي أصبح اليوم يعبر عن رأيه، ويقول اللهم إن هذا منكر». وعن حالة «البلوكاج» التي تشهدها المدينة، أشار الحيا إلى «التسيير الانفرادي لساجد وعقليته الاستبدادية المتشبعة بفكر الباطرونا أو رئيس شركة». وطالب الحيا عمدة المدينة ساجد بالاستماع إلى نبض الشارع البيضاوي، الذي يعاني في صمت نتيجة تزايد المشاكل، التي لم يجد لها مجلس المدينة الحلول في ظل الاهتمام بوسط المدينة وتهميش المنطقة الضاحوية. هذا الأمر، حسب الحيا، ولد سخطا لدى الساكنة البيضاوية، التي أصبحت تتهم المستشارين بالمشاركة في هذه الوضعية، «مما جعلنا نحن بدورنا نقوم بما يمليه علينا الواجب ونشهر الورقة الحمراء في حق ساجد من أجل مطالبته بالرحيل». وأوضح الحيا في حواره أن فريقه «لا يريد إسقاط أحد، ولكننا نريد أن نستجيب لانتصارات المواطنين، الذين وضعوا ثقتهم فينا كمنتخبين، والاحتجاجات التي شهدتها دورات المجلس مؤخرا ليست بغرض الانتقام من أحد، ولكنها ضرورة أملتها الحاجة لفك أسر البيضاويين من تسلط مكتب لم يختاروه بإرادتهم».