تعرض مندوب وزارة الثقافة بمدينة العرائش، العربي المصباحي، يوم الثلاثاء الماضي، لمحاولة قتل من طرف أحد المهندسين بالمدينة. وقد حدث ذلك على الساعة السابعة و40 دقيقة بالقرب من مقر بلدية العرائش عندما كان المصباحي يترجل من سيارته ليفاجأ بسيارة يقودها أحد المهندسين المعماريين تتجه نحوه. وأكدت مصادر كانت موجودة في عين المكان أنه لولا قرب المندوب من الرصيف الذي قفز إليه، لما كانت سيارة المهندس لتخطئه. كما أكدت المصادرنفسها أن المهندس بدأ في سب المندوب ثم همّ بالانقضاض عليه لولا تدخل المارة. وعلمت «المساء» أن العربي المصباحي مندوب وزارة الثقافة بالعرائش تقدم في نفس اليوم بشكاية إلى مصالح الأمن بالمدينة، وأخرى إلى وكيل الملك، وثالثة إلى عامل الإقليم، كما قام بإشعار وزير الثقافة بملابسات الحادث والأسباب التي يقول إنها دفعت المهندس إلى استهدافه. وتعود أسباب هذه القضية إلى سنة 2010، عندما تقدم المهندس المعماري، موضوع الشكاية، إلى السلطات الإقليمية بالعرائش بطلب بناء فندق من 3 طوابق بساحة دار المخزن المتاخمة لحي القصبة الذي يعود بناؤه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، الشيء الذي أعقبته احتجاجات متتالية لجمعيات المجتمع المدني بالمدينة. وفي مطلع السنة الجارية، عاد المهندس ليباشر أشغال البناء في المنزل القديم الذي اقتناه على أساس تحويله إلى فندق، ليواجه بوقفات احتجاجية متتالية من طرف عدد من الجمعيات بالمدينة، وأيضا بتحفظ مندوبية وزارة الثقافة بالعرائش على المشروع المزمع بناؤه بساحة دار المخزن، التي اعتبرت أن «البناء يتنافى مع توجهات تصميم التهيئة القطاعي الخاص بالمدينة العتيقة». وأكد العربي المصباحي ل«المساء» بأن المهندس المعماري يعتقد أن مندوبية الثقافة هي من تحرك جمعيات المجتمع المدني ضد مشروع الفندق، وهو اعتقاد خاطئ، جعل المهندس يتحرش بي في سابقتين، وكنت أتلافاه، إلى أن وصل الأمر إلى حد المس بحياتي». وأضاف المصباحي قائلا: «لقد سبق للمهندس أن زارني سنة 2010 مصحوبا بتصميم المشروع، وكذا التصور المعماري له، فقمت بدوري بإحالته على المديرية الجهوية للثقافة بتطوان، وأيضا على المفتشية الجهوية للمباني التاريخية بطنجة، التي راسلت عمالة العرائش متحفظة على إقامة المشروع، نظرا لعدم مطابقته لتصميم التهيئة وللفضاء التراثي للقصبة».