في الخامس عشر من شهر فبراير من سنة2010 كان دوار أولاد اعمر بجماعة أولاد زيان مسرحا لحادث كاد يلقى فيه شاب مصرعه طعنا بواسطة سكين بعد أن فقد هذا الأخير طحاله، وسقط مضرجا في دمائه. سارع رئيس جماعة أولاد زيان إلى إشعار عناصر الدرك الملكي بمركز الدروة، من خلال الاتصال بهم هاتفيا للحضور إلى مكان الحادث، حيث حلت عناصر من الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي بالدروة بالدوار، فوجدت أن الشاب المصاب تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، بعد أن تبين أن حالته خطيرة. أفاد والد الضحية بأن ابنه الضحية (خ) أخذ أخته على متن دراجته النارية لإيصالها إلى الإعدادية التي تدرس بها، وبعد مرور الوقت خرج الوالد من المنزل فشاهد دراجة ابنه مركونة غير بعيد عن المنزل، فساورته الشكوك واتجه نحوها ليشاهد ابنه (خ) غارقا في دمائه، وعاين ابن الجيران وهو يطلق ساقيه للريح، وظل الوالد بجانب ابنه الذي كان يحمل إصابات في الصدر إلى أن قدمت سيارة إسعاف عملت على نقله إلى المستشفى. وأكد والد الضحية أن الجاني كان دائم التحرش بابنته القاصر عند ذهابها إلى الإعدادية.
اعتداء وتوسل صرحت الضحية بأنها كانت تركب خلف دراجة أخيها (خ) النارية وفجأة اعترض سبيلهما المتهم الذي كان متخفيا قريبا من المكان، وهاجم الضحية واشتبك معه ثم أخرج سكينا كان ملفوفا بقطعة قماش وطعنه عدة مرات في الصدر والبطن حتى خارت قواه وسقط أرضا، لكن الجاني لم يرحمه وفرض عليه أن يقوم من مكانه ويقبل رأسه للتدليل على أنه انتصر عليه، بينما كانت هي تتوسل للمعتدي، وساعدت أخاها على الوقوف وتقبيل رأس المعتدي، وبعد حين قدم والدها فأطلق الجاني ساقيه للريح، مؤكدة أن سبب الاعتداء يعود إلى كون المتهم يتحرش بها ويريد أن يربط معها علاقة غرامية مما جعلها تخبر عائلتها. دفاع عن الشرف أفاد الضحية بأن المتهم كان يتحرش بأخته ويريدها أن تربط علاقة غرامية معه، لذلك فإنه قام صحبة والده بإشعار أب المتهم بالأمر، الشيء الذي لم يرق هذا الأخير، وذكر أنه في يوم الحادث كان يركب رفقة أخته الدراجة النارية، فاعترض المتهم سبيلهما ولما توقف هاجمه هذا الأخير قائلا: «لماذا أخبرت والدي واشتكيت إليه، اليوم أقتلك»، ثم اشتبكا بالأيدي، ولما زادت حدة النزاع استل المتهم سكينا من وراء ظهره وطعن الضحية بقوة في جنبه الأيسر فانهارت قواه وسقط أرضا ثم طعنه عدة مرات في أنحاء مختلفة من جسمه، وكان يريد طعن أخته أيضا إلى أن مر أحد الأشخاص على متن سيارته وتوقف لمحاولة إنقاذه، غير أن المتهم أشهر في وجهه سكينا وهدده بعدم الاقتراب وإلا اعتدى عليه أيضا. شاهد يؤكد حادث الاعتداء أكد أحد الشهود أنه كان يقدم التبن لبهائمه فشاهد المتهم يعترض سبيل الضحية وأخته وتشابكا بالأيدي وتبادلا اللكم، ثم أخرج المتهم سكينا وطعن الضحية في رأسه وكتفه الأيسر فيما كانت أخت الضحية تبكي وتحاول تفرقتهما، ولما حضر شخص على متن سيارته لينجد الضحية هدده المتهم بسكين، مؤكدا عدم وجود الضحية أثناء الحادث.
رفض خطوبة... ورد للدين عند الاستماع إليه، صرح المتهم بأنه سبق له أن خطب أخت الضحية من والدها لأنهما يحبان بعضهما، فوافق شريطة أن تبلغ السن القانونية (18 سنة)، وقبيل وقوع الحادث دخل منزل الضحية وانفرد بالفتاة، ففوجئا بدخول الضحية وأحد إخوته وانهال عليه أحدهما بالضرب بواسطة هراوة فيما أشهر الآخر في وجهه سكينا، وبعد أن حضر والدهما قام بتخليصه منهما، وصباح يوم الحادث كان متوجها إلى عمله فصادف الأخوين المذكورين رفقة أختهما والى جانبهما الدراجة النارية, وبعد أن اقترب منهما اشتبك مع الضحية وتبادل معه الضرب واللكم، وبما أن الضحية كان مؤازرا من طرف أخيه، ولما تيقن المتهم بكونه لا يستطيع مواجهتهما أخذ قطعة زليج وضرب بها الضحية في رأسه، وفي تلك اللحظة أخرج أخ الضحية سكينا كبيرا وحاول أن يطعنه به، لكنه أصاب أخاه أربع أو خمس مرات ولاذ بالفرار لما سنحت له الفرصة. سنتان وراء القضبان بعد مناقشة ظروف وملابسات القضية قضت غرفة الجنايات باستئنافية سطات بالحكم على المتهم بسنتين سجنا نافذا من أجل الضرب والجرح بالسلاح المؤديين إلى عاهة مستديمة طبقا للفصل 402 من القانون الجنائي بعد إعادة التكييف، وكان المتهم قد أحيل على غرفة التحقيق الثانية من أجل محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والضرب والجرح بالسلاح وتحريض قاصر على البغاء.