سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسنة تقاضي درك تحناوت بعد تهاونه في التدخل لإنقاذ بيتها الذي أحرقه ابن عمها تقول إن ابنها اتصل بالدرك في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا ولم يأتوا إلا في الثامنة صباحا
في تطور لحادث إقدام شخص بمدينة تحناوت (نواحي مراكش) على إحراق منزل، كانت ترقد فيه سيدة مسنة رفقة ابنها، بعدما صب قنينتي بنزين من نافذة المنزل الصغيرة، قبل أن يعمد إلى إشعال النار، قدمت «خدوج أكشور»، شكاية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، وإلى إدارة الدفاع الوطني تتهم فيها سرية الدرك الملكي بمنطقة «تحناوت»، بالتهاون في أداء مهمتهم وعدم إنقاذها من الحريق الذي شب في منزلها. وأوضحت الشكاية التي توصلت «المساء» بنسخة منها أن ابنها «مصطفى.ت» طلب نجدة الدركيين المكلفين بالمداومة ليلة 24 شتنبر الماضي، على الساعة الحادية عشرة ليلا، والتدخل لإنقاذ والدته، والقبض على الفاعل، الذي يتابع حاليا في حالة اعتقال، لكن رجال الدرك لم يحلوا بمكان الحادث إلا في حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم الموالي، مما «ساعد على عدم ضبط الفاعل متلبسا، والحيلولة دون إتلاف ممتلكاتي»، تقول خدوج أكشور، في تصريح ل«المساء». وحسب معلومات أولية حصلت عليها «المساء» فإن ابن «خدوج أكشور»، التي أضحت منذ الحادث الأليم تعيش أوضاعا اجتماعية مزرية، جراء فقدانها منزلها الذي كان يؤويها رفقة ابنها الصغير «كرم»، حصل على وثيقة من شركة للاتصالات تثبت اتصاله برقم سرية الدرك الملكي بتحناوت، أثناء اندلاع النيران، وقبيل أن يأتي لهيب النار على الحابل والنابل. هذا ومن المفترض أن يكون وكيل الملك قد استمع إلى المتضررة في الشكاية، التي تقدمت بها في الموضوع، على أساس أن يتم التحقيق مع بعض رجال الدرك الملكي الذين وردت أسماؤهم في الشكاية والذين كانوا في المداومة ليلة الحادث. وقد التمست المتضررة من الجهات القضائية فتح تحقيق في النازلة، ومتابعة المشتكى بهم من أجل المنسوب إليهم. وتعود تفاصيل الحادث إلى يوم السبت 24 شتنبر، وتحديدا على الساعة الحادية عشرة، حين عمد شخص يدعى «حميد. ع»، الذي يعمل في محل لإصلاح الدراجات بمنطقة تحناوت، على الانتقام لشقيقه «محمد»، الذي ألقي عليه القبض من قبل رجال الدرك الملكي بعد شكاية تقدمت بها ابنة عمه «خدوج. أكشور»، إثر محاولته الاعتداء عليها وهو في حالة سكر طافح. حيث قام المدعو «حميد.ع» بتهديد «خدوج» أمام مقر الدرك الملكي بالانتقام لاعتقال شقيقه، وبعد يوم من حادث الاعتقال تسلل «حميد» إلى منزل «خدوج» الصغير، والذي لا تتجاوز مساحته 25 مترا مربعا، وصعد إلى المنطقة التي توجد بها النافذة، حاملا قنينتي بنزين، يرجح أن يكون قد جلبهما من محله، الذي يبيع فيه البنزين بطريقة غير قانونية. وعندما اقترب «حميد.ع»، الذي كان يوجد آنذاك تحت الحراسة النظرية لدى مصالح الدرك الملكي بمنطقة تحناوت، من منزل السيدة المسنة، ووقوفه أمام النافذة، بدأ يصب البنزين داخل المنزل الصغير، الذي ورثته «خدوج» من والدها، ويعتبر موضوع نزاع بين السيدة المسنة، وأفراد عائلة «حميد» الذي تربطه علاقة قرابة بالضحية. الأقدار الإلهية ستتدخل لصالح «خدوج» عندما أحست بأن قطرات من البنزين تصب عليها، لتفطن إلى طبيعة العمل الذي يريد «حميد» الإقدام عليه، حينها عمدت السيدة المسنة إلى إيقاظ ابنها «كرم»، الذي يقطن معها، فما كان منه إلا أن خرج مهرولا رفقتها، صوب مقر الدرك الملكي طالبين الاستغاثة، وبينما كان الابن «كرم» البالغ من العمر 18 سنة يخبر أحد رجال الدرك الملكي، الذي لم يتجاوب معه بالشكل المطلوب، أغمي على والدته، التي تعاني من مرض ضعف القلب والسكري، ليتم نقلها إلى مستشفى مراكش لتلقي العلاجات الضرورية. مرت الساعات العصيبة، ولم تدرك السيدة المسنة ما حل بمنزلها، الذي التهمته النيران، ولم تترك أي شيء في صورته الحقيقية، حسب ما عاينته «المساء». النيران أتت على الثلاجة، والتلفاز، والصور التذكارية، والأوراق الخاصة، وكذا الأموال وبعض الحلي والمجوهرات، التي كان يجلبها لها أبناؤها التسعة. حضرت «خدوج» رفقة المعتقل «محمد» إلى المحكمة الابتدائية بمراكش، وهي لا تدري ما فعله شقيقه «حميد» ببيتها، فقرر الوكيل العام لدى المحكمة الابتدائية متابعة «محمد» في حالة اعتقال، بينما أعطى المسؤول القضائي تعليماته باعتقال «حميد»، الذي أضرم النار في المنزل. عادت «خدوج» إلى تحناوت، قاصدة بيتها، وهي لا تعلم أنها أصبحت لا تملك مأوى يحميها رفقة ابنها الصغير، لتصطدم بهول ما أضحى عليه المنزل الصغير، لتزداد محنتها.