في مثل هذا اليوم من السنة الماضية أصدرت المجموعة الوطنية لكرة القدم -النخبة-، قرارا ينهي زمن «الكاش» في تعاملات الأندية مع الحكام، وتعهدت بتقنين العملية عبر تحويلات بنكية شهرية من الحساب المالي للمجموعة الوطنية إلى الحسابات الجارية للحكام، منذ ذلك التاريخ لم نعاين مشهد مسؤول إداري وهو يعد الأوراق المالية على طاولة التحكيم في مستودع الملابس، وتخلصت الفرق المستضعفة من معاناة تدبير التعويضات الشهرية لطاقم التحكيم كلما كانت طرفا مستقبلا. ومع بداية الموسم الحالي أصدرت المجموعة الوطنية قرارا يلزم الفرق المشاركة في دوري الصفوة، بالتقيد بالدفتر الطبي، وأكدت في دورية لها على إلزامية الفحص الدقيق لكل اللاعبين، بل وأرسلت كمية من الملفات الطبية للأندية من أجل توحيد المساطر، لحد الساعة استجابت فرق معدودة على رؤوس الأصابع للمطلب، والباقي لازال يتعامل مع الجانب الطبيعي بتوجس وكأن الملف الطبي فيه مرض معدي. ولأن القوانين العامة للجامعة فيها ثقوب عديدة، فإن دوريات المجموعة الوطنية أصبحت تقوم مقام النصوص القانونية، إذ طالبت النوادي المستقبلة بتوفير سيارات إسعاف، لا يهم ما بداخلها، المهم أن تقف في جانب من الملعب سيارة كتب عليها إسعاف وبداخلها سائق يكمل الوقت بدل الإضافي من النوم بدل متابعة أطوار المباراة، علما أن المجموعة الوطنية تفكر في التعاقد مع شركة لتعميم سيارات الإسعاف على جميع الملاعب، وإعفاء النوادي من مصاريف المسعفين قبل أن تزداد معاناة الفرق، وتتحرك سيارت الإسعاف نحو رئيس يعاني من صعوبة التنفس جراء ضعف مداخيل الملعب التي لا تكفي في بعض المباريات لتسديد أجرة المسعفين. انطلقت البطولة ولازالت العقود التي تربط اللاعب أو المدرب بالنادي تنتظر المصادقة، بمعنى أن اللاعب يمارس الكرة في ما يشبه السراح المؤقت، وقد يتوقف عن الممارسة إذا ثبت خلل ما في العلاقة التعاقدية بينه وبين النادي، في حين أن الوضع السليم يفرض تفحص التعاقدات قبل أن تطأ أقدام اللاعبين ميادين التباري، إلا إذا أراد المسؤولون حرث حقول الكرة بوضع المحراث قبل البعير. انطلقت البطولة بنفس الرخص القديمة التي قيل في اليوم الدراسي إنها لا تتلاءم ونسائم التأهيل، وتبين أن البطائق الممغنطة أشبه ببطائق الائتمان البنكية التي تلفظها الأكشاك أو تبتلعها إلى الأبد لضعف الرصيد، بل إن مدربي حراس المرمى لكل الفرق الوطنية يدخلون الموسم الجديد بنفس الهواجس القديمة، حيث لا زالت المجموعة الوطنية من خلال لجنتها الموسعة تصر على حرمان هذه الفئة من البطائق، التي لن تدخلهم الجنة على كل حال، بل تمنحهم حق الانتماء للنادي والتواجد على دكة الاحتياطيين كبقية أفراد الطاقم التقني. بدأت البطولة ولازالت توصيات اليوم الدراسي الخاص بأمناء المال محنطة في مكاتب المسؤولين، فالتعاملات مع مختلف المتدخلين تتم بالبيع المباشر، دون الحاجة لترسانة الأوراق التي أوصت بها ورشات العمل، والحديث عن افتحاص داخلي إلزامي يثير مغص المسؤولين الذين يصرون على استبدال مصطلح «أوديت» بكلمة تشخيص نزولا عند رغبة رؤساء الفرق. فمداخيل بيع التذاكر تكدس في أكياس بلاستيكية وتحصى بطريقة تقليدية أشبه بمداخيل جبايات الأسواق القروية، والعديد من النفقات تؤدى نقدا عقب المباراة قبل الشروع في عد المحصول المالي الذي قد يكون وفيرا أو هزيلا حسب طبيعة المواجهة. نكتفي بسرد هذه القائمة من التعهدات المؤجلة ولو من باب ذكر فإن الذكرى تنفع الرياضيين.