انتقدتَ التحالف الثماني، الذي نشأ مؤخرا، ووصفتَه بالهجين؛ ما وجه الهجانة فيه؟ أولا، يجب أن نقر بأنه من حق أية جهة، مبدئيا، أن تعلن انخراطها في أي تحالف ترى أنه يستجيب لحاجياتها وانتظاراتها، لكن التحالف في منطق العلوم السياسية يجب ألا يكون مزيجا وخليطا بين متناقضات. التحالف الذي نتحدث عنه لا يمكن العثور عليه إلا في المشهد السياسي المغربي. وهكذا، فهذه القوة الليبرالية الإدارية آخذة في تنظيم نفسها تحت وصاية الأصالة والمعاصرة ومبدعها فؤاد عالي الهمة، لا لشيء إلا لمواجهة القوى الديمقراطية التقدمية الحقيقية. إذا كان مكمن هجانة التحالف الثماني هو الجمع بين الليبرالي والاشتراكي والإسلامي، أفلا تكون «الكتلة»، بهذا المنطق، تحالفا هجينا، خصوصا بعد إعلان إمكانية التحالف مع العدالة والتنمية؟ الفرق بين تحالف الكتلة وهذا التحالف يكمن قراءته على ثلاثة مستويات، أولها أن تحالف الكتلة تحالف إرادي تتمتع فيه مكوناتها باستقلالية في القرار؛ بيد أن التحالف الذي نناقشه الآن جاء تحت إملاءات معينة لأن أكثر من 90 في المائة من هذا التحالف يتشكل من مكونات لا تملك استقلالية قرارها، وهذه حقيقة معروفة لدى المغاربة، فحزب التجمع الوطني للأحرار تلقى تعليمات بإبعاد مصطفى المنصوري ففعل ذلك، وتلقى تعليمات بالتحالف مع «البام» ففعل أيضا. ثاني المستويات الثلاثة هو أن تحالف الكتلة لم يأت بعد ظهور حزب الأصالة والمعاصرة، بل يعود إلى سنة 1970، وتجدد في 1992، وبالتالي لا يمكن أن نقارن بين ما هو تاريخي وما هو طارئ. وثالث المستويات هو أن التحالف مع العدالة والتنمية هو تحالف يهم أحزابا وطنية حقيقية، وعندما أتحدث عن الأحزاب الحقيقية فأنا أقصد أحزاب الكتلة والعدالة والتنمية والحزب الاشتراكي الموحد والطليعة والنهج الديمقراطي... وهذه لا مجال لمقارنتها بأحزاب طارئة وإدارية، لأنها أحزاب لا تتلقى التعليمات من فؤاد عالي الهمة. ما هو أفق هذا التحالف الثماني في نظركم؟ تنبئي هو أن حزب الأصالة والمعاصرة يخطط للتخلص من فائض الأعيان داخله بإفراغه في هذه الأحزاب الصغيرة، «غادي يشارجيها أعيان» من أجل الحصول على أغلبية للوصول إلى الحكومة المقبلة. منطق اللعبة واضح الآن. غير هذا، أرى أن الحديث عن أفق لهذا التحالف هو كلام فارغ وضرب من العبث. عبد الله البقالي - عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال