لم يسفر الاجتماع، الذي ترأسه كاتب الدولة في الداخلية سعد حصار مع ممثلي 17 حزبا سياسيا، مساء أول أمس الثلاثاء بمقر وزارة الداخلية، عن أي جديد بخصوص التقطيع الانتخابي. إذ أبقت وزارة الداخلية على التقطيع المعمول به في انتخابات 2007، وهو ما أغضب ممثلي الأحزاب السياسية، الذين اعتبروا أن هذا التقطيع يخدم مصالح بعض الأقطاب في الأحزاب الكبرى. واتهم ممثلو بعض الأحزاب السياسية الساهرين على التقطيع الانتخابي بمحاباة «أعيان» بعض الأحزاب بسبب الإبقاء على نفس التقطيع الانتخابي السابق بالمدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش وسطات وخريبكة، رغم الضغوطات التي يمارسها حزبا العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، فيما لم تطل التغييرات التي تم الإعلان عنها سوى مناطق صغيرة من قبيل إقليم تنغير، الذي تم تقسيمه إلى دائرتين، وكذا ثلاث دوائر في إقليم زاكورة، فيما أبقى التقطيع دائرة واحدة في الرشيدية. وذكر مصدر مطلع أن وزارة الداخلية لم تسلم الأحزاب السياسية وثيقة التقطيع، وهو ما أغضب ممثلي الأحزاب السياسية، الذين طالبوا بنسخ من هذه المسودة لدراستها داخل مكاتبها السياسية. وذكر المصدر ذاته أن وزارة الداخلية قدم للغاضبين وعدا بتسلم المذكرة في غضون اليوم أو غدا. ومن خلال مذكرة التقطيع الانتخابي، التي تمت تلاوتها على ممثلي الأحزاب السياسية السبعة عشر، لم يطرأ أي تغيير على التقطيع الانتخابي للمدن الكبرى. وبلغ عدد الدوائر النيابية 98 دائرة (298 مقعدا نيابيا)، فيما لا زال الخلاف حول سبعة مقاعد مازالت شاغرة، حيث طالبت الداخلية الأحزاب بالتوافق حول المقاعد السبعة المتبقية لإضافتها إلى بعض الدوائر التي ما زال الخلاف حولها قائما. وفي السياق ذاته، تطرق اللقاء إلى الصعوبات التي ستواجهها الأحزاب السياسية بخصوص طريقة التصويت، حيث أخبر سعد حصار أن التصويت سيكون بوضع ثلاث علامات بالورقة الفريدة: الأولى تهم اللائحة المحلية والثانية والثالثة تهمان على التوالي لائحتي النساء والشباب. وعبر ممثلو الأحزاب عن صعوبات كبرى في تأطير الناخبين حول طريقة التصويت، خصوصا الفئات غير المتمدرسة. كما أن هذه الطريقة سترفع من نسبة الأوراق الملغاة. من جهة أخرى، تجري الاستعدادات وسط مناضلي الكتابة الجهوية للدار البيضاء من أجل عقد مجلس جهوي موسع لتدارس نقطة فريدة تتعلق بالتقطيع الانتخابي. إذ هدد أعضاء بالكتابة الجهوية بمقاطعة الانتخابات احتجاجا على تقاعس المكتب السياسي في الدفاع عن مقررات الكتابة الجهوية للحزب بخصوص مراجعة التقطيع الانتخابي السابق للدار البيضاء، الذي لا يخدم سوى مصالح أصحاب المال وذوي النفوذ، حسب هؤلاء الأعضاء.