طالبت مصادر حقوقية في إقليم طاطا السلطات القضائية في المدينة بفتح تحقيق في حادث وفاة سيدة أثناء الوضع بسبب عدم تلقيها العلاجات الضرورية، الشيء الذي عجّل بوفاتها رفقة جنينها. وقد عبّرت المصادر ذاتها عن إدانتها الشديدة ما وصفته ب»سياسة الاستهتار والتهميش»، المتّبَعة من طرف القائمين على تدبير الشأن الصحي في الإقليم منذ سنوات في حق المئات من المرضى المعوزين . وأكدت المصادر نفسُها أن السيدة فاضمة عبار، البالغة من العمر 38 سنة، والتي كانت تقطن بدوار «آيت وابلي»، في ضواحي طاطا، فارقت الحياة يوم السبت، 24 شتنبر الأخير في المستشفى المحلي لطاطا نتيجة الإهمال الذي كانت ضحية له، وأضافت المصادر أن الهالكة، التي كانت حاملا في شهرها التاسع، انتقلت، بعد أن ظهرت عليها بوادر الوضع، إلى المركز الصحي التابع لجماعة «آيت وابلي» على الساعة العاشرة صباحا وانتظرت، رفقة ذويها، وصول الطبيب إلى المركز زهاء خمس ساعات، وهي في حالة مخاض... وشدّدت المصادر ذاتها على أن الهالكة، وبعد طول انتظار ومع تزايد حدة الألم ومخاض الولادة، الذي كان مصحوبا بنزيف، تم نقلها على متن سيارة الإسعاف التابعة للجماعة المذكورة إلى المستشفى المحلي في طاطا من أجل التعامل مع حالتها، مضيفة أنه وبعد مرور بضع دقائق على وصولها إلى المستشفى، الذي لا يتوفر على طبيب جراح أو طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد، ونظرا إلى عجز المستشفى المحلي عن إسعافها، لفظت أنفاسها الأخيرة، بعدما توفي مولودها في بطنها.. . وأشار المركز المغربي لحقوق الإنسان، الذي تبنّى ملف الضحية، أن السلطات الطبية تتحمل المسؤولية عن وفاتها، لأنها «حجزتْها» لأكثر من خمس ساعات داخل المركز الصحي، رغم وجودها في حالة صعبة. وأكد فريد الخمسي، رئيس فرع طاطا للمركز المغربي لحقوق الإنسان، في اتصال مع «المساء»، أن المركز سيلجأ، كطرف مدني، إلى القضاء للمطالبة بالتحقيق في حادث وفاة الضحية حتى لو قررت العائلة التخلي عن حقها في متابعة المتسببين في وفاة ابنتها. وطالب الخمسي وزيرة الصحة بفتح تحقيق عاجل في ما وقع جراء هذه المأساة، مع محاسبة كل من ثبت تورطهم في العبث بصحة المواطنين والمواطنات في الإقليم. وفي سياق متصل، أدان بيان للجامعة الوطنية للصحة في طاطا ما اعتبرته تماطلا وتسويفا بشأن تسوية ملف الإلزامية في المركب الجراحي وإيجاد حل ناجع ونهائي للمشاكل التي تتخبط فيها مصلحة الولادة في المستشفى المحلي كما أدان المصدر ذاته غياب الأمن، مما يؤدي إلى حالات تعنيف في حق بعض العاملين في المستشفى المذكور. وحمّل المصدر مسؤولية هذا الوضع لكل من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة ولمدير المستشفى المحلي، مطالبا الوزارة الوصية بإيفاد لجنة مركزية من أجل التحقيق في الاختلالات التي يعرفها قطاع الصحة في الإقليم. يذكر أن «المساء» حاولت الاتصال بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة في طاطا، من أجل معرفة وجهة نظرها في حادث وفاة السيدة فاضمة عبار، إلا أن هاتف المندوبية ظل يرن دون مجيب.