طالب الفرع الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليم طاطا، وزيرة الصحة ياسمينة بادو، بفتح تحقيق عاجل في ظروف وملابسات وفاة امرأة حامل في عقدها الرابع، قال إنها «ظلت تنتظر مساعَدَةً طِبِّية تُمكنها من الولادة ساعات عديدة». وفي هذا السياق، أدان المركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليم طاطا ما أسماه «سياسة الاستهتار بصحة المواطنين والمواطنات»، وسياسة «التهميش المتبعة من طرف القائمين على تدبير الشأن الصحي بالإقليم منذ سنوات في حق المئات من المعوزين والمستضعفين». كما دعا السلطات القضائية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة في محاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة، لفرض القانون واحترام حقوق الإنسان، مطالبا ب«محاسبة كل عابث بكرامة وصحة المواطنين والمواطنات»، ومؤكدا في البيان، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، على عدم اكتفاء هذه الأخيرة ب«المعاينة والحياد السلبي»، معربا في الآن نفسه عن دعمه المطلق لعائلة المتوفية (ع. ف) في رفع دعوى قضائية ضد المتسببين الفعليين في هذه المأساة، ومضيفا أن المركز الحقوقي سيحمل على عاتقه الدفاع عن حقوق مواطني المنطقة، والحفاظ على كرامتهم، وفضح ما أسماه « كل أشكال الظلم والعبث والفساد». وحسب المركز الحقوقي، فإن وقائع هذه القضية تعود إلى نهاية الأسبوع المنصرم، عندما وصلت (ع. ف) إلى المركز الصحي بجماعة «آيت وابلي» على الساعة العاشرة صباحا، وانتظرت رفقة ذويها وصول الطبيب إلى المركز زهاء خمس ساعات وهي في حالة مخاض، لكن، بعد طول انتظار ومع تزايد حدة الألم ومخاض الولادة، تم نقلها على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى المحلي بطاطا، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بمجرد وصولها ببضع دقائق، وبعد لحظات من وفاة الجنين في بطنها. يذكر أن (ع.ف) كانت قبل وفاتها حاملا في شهرها التاسع، وهي من مواليد 1973 بدوار «آيت وابلي» بعمالة إقليم طاطا. وقد توفيت في حدود الساعة الخامسة مساء من يوم السبت الماضي بالمستشفى المحلي بطاطا، نتيجة «الإهمال والتهميش الصادر باستمرار من طرف بعض القائمين على الشأن الصحي بالمنطقة»، حسب بيان المركز المغربي لحقوق الإنسان.