عبّر العشرات من أرباب وسائقي «الهوندات» بمدينة كلميم عن استيائهم من مضايقات الباعة المتجولين بعدة نقط بالمدينة، وكذا من النشاط المتزايد للدراجات ثلاثية العجلات، التي أصبحت تشكل مصدر قلق لهؤلاء بالنظر لمنافستها في نقل الأشخاص والبضائع على الخصوص. وبلغ الغضب بأرباب وسائقي سيارات «الطرود» حدّ الاعتصام بسياراتهم أمام مقر بلدية كلميم، الذي يضم باشوية المدينة، حيث مكثوا ما يزيد عن ساعتين بمدخل شارع المسيرة، وعقدوا لقاء مع الباشا رفقة مسؤول أمني انتهى بالتعهّد بتطهير أربع نقط أساسية من الباعة المتجولين. وتتلخص مطالب هؤلاء، في تمكينهم من الحصول على البطاقة المهنية وفقا للمقتضيات الجديدة لمدونة السير، ومنحهم رخصة الثقة كما هو الحال بالنسبة لسائقي «الطاكسيات»، على اعتبار أنهم يؤدّون مختلف الرسوم لصالح البلدية، وكذا ضريبة الرخصة، بينما لا يتم فرض أي رسوم على أرباب الدراجات ثلاثية العجلات التي لا تتوفر على محطات للوقوف، ولا يتم فرض أي تأمين عليهم أو أداء أي رسوم لفائدة البلدية أو الخزينة العامة. ومن بين المحطات الأربعة عشر المخصصة لسيارات نقل «الطرود» بكلميم، التي لا يتمكّن أربابها من الوقوف بأربع محطات أساسية هي: (نهاية شارع الواد، وقرب مقهى علي بابا، وبساحة الشهداء، وشارع الجيش الملكي). ولا يخفى على أحد كيف أن ظاهرة الانتشار الواسع للباعة المتجولين بدأت تقلق، ليس فقط أرباب سيارات النقل الصغيرة أو «الهوندات»، وإنما أصبحت تشكل مصدر قلق لكل مستعملي الطريق من سيارات وراجلين، ولم يكتف عدد كبير منهم باحتلال الأرصفة والواجهات الأساسية للمدينة، بل أصبحوا أيضا يمارسون أنشطتهم في أطراف الشوارع، وهو الأمر الذي يربطه البعض بلجوء السلطات المحلية إلى انتهاج سياسة التغاضي والانحناء لعاصفة «الربيع العربي» لصالح الباعة المتجولين، إلا أن التمادي في استغلال هذه الظروف ينذر باحتقان اجتماعي يصعب معه احتواء تداعياته.