سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان أقدم دوار صفيحي في فاس «يقتحمون» مقر إحدى المقاطعات للمطالبة بالكهرباء المحتجون ردّدوا النشيد الوطني أثناء «الاقتحام» والاستقلاليون يتّهمون الوزير الشامي ب«تحريضهم»
عمد العشرات من ساكنة دوار «البورصي»، وهو من أقدم أحياء الصفيح في ضواحي المدينة، صباح أول أمس الخميس، إلى تنظيم مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، انطلقت من حيّهم وسارت في اتجاه وسط المدينة، حيث أقدموا على «اقتحام» مقاطعة سايس، وهم يرددون النشيد الوطني، مطالبين بتزويد مساكنهم بالكهرباء. ولم يُنْهِ المحتجون اعتصامهم في مقر المقاطعة إلا بتدخل رجال سلطة وعدوهم بتمكينهم من رخص الكهرباء، التي جرى توقيعها من قِبَل رئيس المقاطعة ووضعها في «ثلاجة» أرشيفها، بعدما اتهم الاستقلاليون يُسيّرون جل مقاطعات المدينة الوزير الاتحادي أحمد رضا الشامي بالدخول على الخط في إطار ما أسموه القيام بحملة انتخابية قبل الأوان. وفضل رئيس المقاطعة، حميد فتاح، «السفر» ب»مناسبة» هذه الاحتجاجات، وفوض أمر «فتح الحوار» مع المحتجين لأحد نوابه. وقال رئيس ودادية حي البورصي، الحسين علا، ل»المساء» إن السلطات المحلية سبق لها أن وعدت ساكنة هذا الحي بحل المشكل، وقام رئيس المقاطعة بالتوقيع على الرخص، لكنه رفض تسليمها للمتضررين. وأضاف الحسين علا، وهو مستشار اتحادي سابق في جماعة «أولاد الطيب»، أن الساكنة تطالب، علاوة على الربط الاجتماعي بالكهرباء، بإعادة إيوائهم في نفس الحي ويرفضون أن يتم ترحيلهم إلى مناطق أخرى. ومن جهته، اتهم الحسين الجبيلي، نائب رئيس مقاطعة سايس، بعض الاتحاديين بمحاولة استغلال مشاكل هذا الحي لأغراض انتخابية، مشيرا إلى أن الوزير الشامي سبق له أن زارهم، في الآونة الأخيرة، ووعدهم بحل المشكل، قبل أن يتحول الأمر إلى قيام بعض الاتحاديين بتزعم هذه المسيرة. وأورد الجبيلي أن المجلس الجماعي يدرس، مع مؤسسة «العمران»، إمكانية إيجاد حل نهائي لهذا الحي الصفيحي، عوض الاقتصار على مد براريك ساكنيه بالكهرباء، ووصف الإجراءات بأنها تسير ب»شكل ممتاز». ويعود هذا الحي الصفيحي إلى عهد الاستعمار. فقد أقام فيه بعض العمال الزراعيين الذين كانوا يعملون في ضيعات المعمرين، ومنها ضيعة فرنسي يدعى «بورسي». وبعد الاستقلال، فوتت هذه الضيعات، واستقر العمال في هذه المنطقة وازداد الحي الصفيحي في الاتساع وجرى إلحاقه، في الانتخابات الجماعية ل2009، بالمجال الحضري لفاس، بعدما كان ضمن النفوذ الترابي لجماعة «أولاد الطيب»، القروية، وظل دون تجهيزات.