تقدم الحزب الشعبي الإسباني الحاكم في مدينة مليلية المغربية المحتلة بمشروع قانون مستفز يقضي بضم جميع الجزر الجعفرية والصخور المغربية المتاخمة للسواحل المتوسطية المغربية إلى ما أسماه «السيادة» المحلية للمدينة المحتلة. وأوردت أمس يومية «أ ب س» الإسبانية أن مشروع القانون هذا يكتسي «صبغة تشريعية حتى يكون له سند قانوني» في ضم هذه الأجزاء من التراب المغربي إلى تراب مدينة مغربية محتلة من قبل الإسبان منذ نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. وعلمت «المساء» أن مشروع ضم الجزر الجعفرية والصخور الساحلية المغربية (جزيرة أسني وجزيرة عيشة وجزيرة إيدو وصخرة القمرة وصخرة الحسيمة وصخرة ليلى) إلى «سيادة» الحكم الذاتي المحتل لمدينة مليلية المغربية قد قدم قبل يومين إلى مجلس النواب المحلي قصد المصادقة عليه بضم هذه الصخور والجزر نهائيا إلى السيادة المزعومة لمدينة مليلية المحتلة، و«تحويل صبغتهما العسكرية إلى صبغة بوضع مدني»، حسب ما صرح به خوليو ليارتي، الناطق الرسمي باسم الحزب الشعبي الحاكم في مليلية المحتلة، في تصريحات ليومية «أ ب س» الإسبانية. وتنبأت العديد من الأصوات والفعاليات الإسبانية أن تكون لهذا الإجراء، الذي يتزعمه الحزب الشعبي الإسباني الحاكم لمدينة مليلية المغربية المحتلة، تبعات دبلوماسية جديدة بين الرباط ومدريد حول أحقية السيادة على هذه الصخور والجزر التي توجد فوق الساحل المغربي المتوسطي، والتي ظلت منذ سنين موضوع مطالب مغربية لضمها نهائيا إلى السيادة المغربية، فيما ذهبت فعاليات إسبانية أخرى تعليقا على هذا الحادث إلى تنبؤ حدوث أزمة دبلوماسية أخرى شبيهة ب«الاحتكاك» الخطير الذي وقع إبان أزمة جزيرة ليلى في يوليوز 2002. معلوم أن الجزر الجعفرية أو «إشفارن» تقع على سواحل إقليمالناظور، وهي تابعة للسلطة المركزية الإسبانية منذ سنة 1847، وهو ما يجعلها تابعة إداريا بشكل مباشر لسلطة الحكومة الإسبانية المركزية، وهو الوضع الإداري الذي يريد الحزب الشعبي الحاكم لمدينة مليلية المحتلة حاليا تغييره في اتجاه تبعيتها الإدارية مباشرة لسلطات الاحتلال الإسباني في مدينة مليلية. يذكر أن الجزر الجعفرية تبعد عن بلدة «راس الما» المغربي بقرابة ثلاثة كيلومترات، وتضم أرخبيلا مكونا من ثلاث جزر، بينها جزيرة عيشة (كونغريسو) وهي الأكبر وتضم حامية عسكرية إسبانية بها 190 جنديا، وجزيرة إيدو (إيزابيل الثانية)، وجزيرة أسني (الملك فرانسيسكو). كما تلحق بهذه الجزر صخور ساحلية أشهرها صخرة جزيرة ليلى (بيريخيل) وصخرة الحسيمة وصخرة القمرة، حيث تتموقع هذه الجزر الساحلية بين السعيدية (17 كلم شرقا) وقرية أركمان (30 كلم غربا) وعلى بعد 3.5 كلم من شاطئ جماعة «راس الماء» التابع لإقليمالناظور.