نتنياهو، ماذا يقول؟ أعربت عن استعداد لخوض مفاوضات في كل موضوع وصولا إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين. وعلى غير عادتي، وافقت مسبقا على أن هدف المفاوضات هو الوصول إلى سلام على أساس دولتين: إسرائيل ودولة فلسطينية مجردة. أوباما بادر إلى استئناف المفاوضات على أساس تجميد المستوطنات، والفلسطينيون، الذين لم يطرحوا ذلك كشرط، لحقوا به؛ ومنذئذ وهم يطالبون بذلك كشرط مسبق. وحتى عندما قررت تجميدا جزئيا لعشرة أشهر، قرروا العودة إلى طاولة المفاوضات في نهاية الفترة وانسحبوا من المحادثات حين لم أستجب لطلب تمديد التجميد لمزيد من الوقت.
فعلى أي حال، لا أرى في المستوطنات عائقا في وجه السلام، هذا جزء من مذهبي الفكري، وتوجد حدود لا يمكن وراءها مطالبتي بالعمل؛ فأنا لا أزال مستعدا لاستئناف المحادثات مع السلطة في كل لحظة، وإحساسي العميق هو أن ليس لديها نية لاستئناف المحادثات معي، وهي تفضل استغلال الأغلبية المضمونة لها في الأممالمتحدة لتحظى بدولة صورية في الجمعية العمومية.
محمود عباس، ماذا يقول؟ في إسرائيل انتخبت حكومة يمينية، ومع أني أعرف من يقف على رأسها وأعرف مواقفهم، أعلنت أني سأحترم قرار الناخب الإسرائيلي. أنا مستعد لإجراء مفاوضات مع نتنياهو على تسوية دائمة في كل لحظة، وأفضل ذلك على خطوة في الأممالمتحدة، ولكن بعد أن عرض أوباما وقف المستوطنات كشرط للمفاوضات لا يمكن توقع التخلي عن الشرط مني، حتى وإن فعل أوباما ذلك. صحيح أنه في الماضي لم يعرض الفلسطينيون ذلك كشرط، ولكن في هذه الأثناء تعهدت إسرائيل، في مؤتمر أنابوليس في 2007، بوقف الاستيطان، ولكنها خرقت تعهدها، فيما أن الفلسطينيين يوفون بكل تعهداتهم.
أنا أومن بالتسوية الدائمة، وسأجري مفاوضات عليها كرئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبعد ذلك نجري استفتاء شعبيا ويجدر بحماس أن تحترم نتائج الاستطلاع الشعبي هذا، بحيث يصبح قطاع غزة جزءا من الدولة المستقبلية. في هذه الأثناء، كوني أرفض استخدام القوة، أقيم تنسيقا أمنيا لا سابق له مع إسرائيل ومع ذلك لا توجد أي مفاوضات سياسية معها، فإن السبيل الوحيد المفتوح أمامي هو السبيل الدبلوماسي: الحصول على مكانة دولة في الأممالمتحدة. أعرف أن هذه لا تزال خطوة صورية، وعليه حتى اللحظة الأخيرة سأفضل البدء في مفاوضات مع إسرائيل على قرار في الأممالمتحدة.
براك أوباما، ماذا يقول؟ مهم لي حل النزاع المتواصل بين إسرائيل والفلسطينيين. أنا أعارض جدا البناء في المستوطنات، ولهذا فقد عرضت ذلك كشرط للمفاوضات.
هذا كان خطأ، إذ وضعت محمود عباس في وضع مستحيل، أما نتنياهو فهو مستعد لوقف البناء. أمام لوبي يهودي قوي وأغلبية جمهورية يمينية أكثر من أي وقت مضى في الكونغرس، ليست لدي أي نية للتخلي عن فترة ولايتي الثانية بسبب الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما أني سأستخدم الفيتو على ضم الدولة الفلسطينية الصورية إلى الأممالمتحدة، إذ حقا لا أعتقد أن هذا هو السبيل إلى حل المشكلة.
يبدو أنه لا يمكن الوصول مع نتنياهو إلى تسوية دائمة، يبدو أن محمود عباس غير قادر على أن يجلب كل شعبه إلى تسوية دائمة؛ إذن، انتظروا ولايتي الثانية.
الحكيم، ماذا يقول؟ نتنياهو غير مستعد لأن يدفع ثمن التسوية الدائمة، والتي بدونها حتى زعيم مثل عباس لا يمكن أن يصل معه إلى سلام، الجهد لجلب الرجلين إلى محادثات عن تسوية دائمة عديم الجدوى. عباس لا يمكنه أن يجلب إلى التسوية غزة وحماس. كل تسوية معه، بما في ذلك التسوية الشاملة، يمكن أن تتحقق، في هذه اللحظة، في الضفة الغربية فقط. الخروج من المتاهة، في هذه اللحظة، كفيل بأن يكون على النحو التالي: الرباعية تقترح على الجمعية العمومية في الأممالمتحدة صيغة قرار تأخذ بالحسبان المصالح المركزية للطرفين وتصادق على منح مكانة «دولة ليست عضوا» للفلسطينيين.
إسرائيل تصوت إلى جانب القرار، مع كل دول العالم ومع الولاياتالمتحدة. المبادئ التي تتقرر في هذا القرار تشكل أساسا للمفاوضات بين الطرفين، تؤدي الى تحقيق المرحلة الثانية من «خريطة الطريق» وتؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، يقر مجلس الأمن عضويتها الكاملة في الأممالمتحدة. المفاوضات على التسوية الدائمة تبدأ، في وقت لاحق، بين دولتين. عن «إسرائيل اليوم»