سهام إحولين «منذ تولي منصبي، قلت إن الصلاة في الشارع يجب أن تتوقف لأنها تثير الحساسية لكثير من مواطنينا، المصدومين من جراء احتلال الفضاء العمومي لممارسة الشعائر الدينية. هذا لا يتفق مع مبدأ العلمانية الذي يحكمنا»، يقول وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيان، في حوار مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، حول حظر صلاة المسلمين في الشوارع والذي يبدأ العمل به انطلاقا من اليوم الجمعة في باريس ولاحقا في شوارع مارسيليا. وأضاف كلود غيان في تعليله لهذا القرار، الذي أثار جدلا واسعا في أوساط المسلمين، أن هذه الظاهرة تهم ثلاث مدن بالإضافة إلى باريس حيث «يحتل أكثر من ألف شخص شارعي ميرا وبولونصو خلال أداء صلاة الجمعة، كما أن مارسيليا تعاني أيضا المشكلة ذاتها في مسجدين، إضافة إلى مدينة نيس حيث إغراء احتلال الفضاء العام لا يزال قائما على الرغم من تنظيم نقل المسلمين عبر الحافلة إلى مسجد آخر». وكحل لهذه القضية، اقترح وزير الداخلية الفرنسي وضع ثكنة عسكرية قديمة تحت تصرف الجالية المسلمة بفرنسا لاستعمالها ابتداء من اليوم الجمعة كمكان لممارسة الشعائر الدينية، وذلك لإنهاء الصلوات في شوارع باريس، التي وصفها وزير الداخلية بكونها «أمرا غير مقبول، وهو يمس مباشرة بمبادئ العلمانية، وبالتالي لا بد أن يتوقف». وحسب وزير الداخلية، فإن أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذين زاروا الثكنة، قد وجدوا المكان مناسبا ويصلح لاستعماله كمكان لأداء الصلوات. وهذه الثكنة سيتم استئجارها من طرف المجلس بمبلغ 30.000 أورو سنويا، اعتمادا على السعر المحدد لدى الإدارة، لمدة ثلاث سنوات تنتهي في 2014. وعند سؤاله من طرف «لوفيغارو» عن ردة فعل الحكومة في حالة تحدي المسلمين لهذا الحظر، شدد غيان على موقفه مصرحا: «قلت إن ممارسة الصلاة في الشارع يجب أن تتوقف، وستتوقف في الوقت المحدد. يمكن أن نذهب إلى حد استخدام القوة إذا لزم الأمر، لكن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد فرضية أستبعدها لأن الحوار الذي أجريه قد أعطى ثماره».