شهدت أول تظاهرة لحركة 20 فبراير في الدارالبيضاء بعد شهر رمضان، حضورا ضعيفا، بالمقارنة مع باقي التظاهرات التي درجت الحركة على تنظيمها في أحياء العاصمة الاقتصادية. وقد قُدر عدد المشاركين في مسيرة أول أمس الأحد في شارع للا أسماء في حي سيدي مومن، بحوالي 4000 مشارك، أغلبهم من أعضاء جماعة العدل والإحسان أو المتعاطفين معها. ووجد المتظاهرون نساء من الحي يستقبلن التظاهرة بالحلوى، فيما انخرط مجموعة من سكان سيدي مومن، الذي ارتبط ذكره بأحداث 16 ماي الإرهابية، في المسيرة وهم يحملون لافتات كُتِب عليها «ساكنة سيدي مومن تُرحّب بحركة 20 فبراير وتطالب بمحاربة الفساد»، وأخرى تقول: «الفْراشة والباعة المتجولون بمسجد جوهرة يطالبون السلطات المحلية بسيدي مومن بإيجاد حل لمشاكلهم». وكانت مجموعة ثالثة تحمل مجسّما لمنزل صفيحي كُتِب على جنباته «حْشومة وعارْ.. واش هادي دارْ؟». وقد تميزت تظاهرة الأحد عن سابقاتها برفع شعارات طالبت بإطلاق «فنان الحركة»، معاذ بلغوات، الشهير ب«الحاقد». وسار شباب في وسط المسيرة مقيَّدي الأيادي، وهم يرددون: «كلنا حاقدونْ» و«علاش جينا واحتجّينا؟.. على «الحاقد» يخرج لينا». وكان «الحاقد» قد اعتُقِل يوم الجمعة الماضي، إثر شكاية من أحد الأشخاص (تصفه الحركة ب«البلطجي») قال إن «الحاقد» اعتدى عليه بالضرب. وقد بدا واضحا، في مسيرة الأحد، أن حركة 20 فبراير بدأت تنقسم إلى ديناميات متفرقة، من خلال اللافتات والرموز الفئوية التي كان يحملها أفراد أو مجموعات، إذ بينما حمل مغني العدل والإحسان، رشيد غلام، لوحة كُتِب عليها «بعفوك يا رحمان ارفع عنا الاستبداد»، رفع شباب آخرون «علم الشيوعيين الأحمر، رُسمت في جانب منه المطرقة والمنجل وكُتب عليه «يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة اتحدوا»، فيما كان آخرون يلوّحون بالعلَم الأمازيغي. ولم تغب الشعارات ذات الحمولة السياسية والاجتماعية عن مسيرة حي سيدي مومن، حيث صدحت حناجر المتظاهرين بشعار جديد يدعو «المخزن» إلى الرحيل: «يا المخزن عْشتي بْزّاف.. خلي الشعب يعيش شويّة. اليوم تكادو لكتافْ.. بْغينا نعيشو فالحريّة». وكذا شعار «جوج بحورة.. وبلادنا عايشة مقهورة»، وشعار آخر يتحدث عن سوء تدبير المال العامّ وتقديم ما هو «ترف» على الأولويات الاجتماعية، «شاكيرا دّات مليارْ.. وفاطمة ولدات فالكولوارْ». وكان المتظاهرون يحملون صورة تداولتْها بعض وسائل الإعلام لسيدة وضعت حملها في مدخل إحدى المستشفيات. وكان عدد من رجال الأمن، بصدريات برتقالية، يقفون سدا بين متظاهري حركة 20 فبراير وحفنة ممن تطلق عليهم الحركة اسم «البلطجية»، لا تتعدى 50 من الشباب والأطفال، كانوا يردّدون «النشيد الوطني»، ومن حين إلى آخر، يصرخون «واطلقونا عليهومْ».