احتجّ عادل الرغياني، زوج عتيقة المليلف، التي قدمت لتضع مولودها في قسم الولادة في المستشفى الإقليمي للجديدة، على تعرض زوجته للضرب والسب والقذف والإهانة من طرف طبيب مولد، مؤكدا، في تصريح ل«المساء»، أن زوجته تعرضت لإجهاض وحالتها الصحية متدهورة، وعندما أراد الاطمئنان على صحتها تمت معاملته، هو أيضا، معاملة سيئة من طرف طبيب التوليد. كما تعرضت، خلال نفس اليوم، الفاعلة الجمعوية والحقوقية أمينة أرسلان للاحتجاز والضرب والشتم والإهانة من طرف رئيس قسم الولادة أثناء قدومها لمؤازرة الزوج، الذي تعرضت زوجته للإهانة والقذف. وقد أصدرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان -فرع الجديدة بيانا تستنكر فيه إقدام رئيس القسم على احتجازها وإغلاق الباب عليها إلى حين وصول الشرطة ومدير المستشفى. كما أعلنت العصبة شجبها هذا السلوك، الذي وصفته ب«الساقط»، في التعامل مع الهيآت الحقوقية. وفي السياق ذاته، أصدر المركز المغربي لحقوق الإنسان في الجديدة بيانا ثانيا يستنكر فيه تعرض النائبة الثانية لرئيس المركز، أمينة أرسلان، للاحتجاز والضرب والشتم والإهانة من طرف الطبيب (عبد الكريم الزبيدي) رئيس قسم التوليد. وحسب بيان المركز، فإن أمينة أرسلان حضرت إلى المستشفى من أجل تتبع طلب المؤازرة الذي تلقّتْه من عادل الرغايني، الذي قال إن زوجته تعرضت للضرب والإهانة من طرف الطبيب المشرف على علاجها في القسم. وحسب نفس البيان، فإن رئيس القسم استفزّها واحتجزها وأقفل عليها الباب إلى حين حضور الشرطة ومدير المستشفى، كما أعلن المركز عن عزمه تنظيم وقفة احتجاجية في المستشفى الإقليمي في الجديدة في أقرب وقت ممكن ، كما طالب المركز باتخاذ إجراءات تأديبية في حق الطبيب المذكور، الذي يعتبر قسم الولادة «ضيعة» في ملكه، حسب تعبير البيان. من جانبه، نفى عبد الكريم الزبيدي، في تصريح ل«لمساء»، أن يكون قد احتجز المعنية بالأمر بقدْر ما طبّق القانون الداخلي للمستشفى والمعمول به لدى محاكم المملكة، والذي ينص على لجوء أي مواطن تعرض لمعاملة غير لائقة إلى إدارة المستشفى لوضع شكايته ولا يحق لأي شخص أن يدخل القسم خارج أوقات الزيارة العادية،. وبخصوص المعنية، قال الزبيدي إنها تعودت الحضور إلى المستشفى كل يوم وإلى كل أقسام المستشفى، لهذا كان ضروريا التساؤل عن أسباب حضورها اليومي إلى المستشفى، حيث تمت محاصرتُها إلى حين حضور الأمن وإدارة المستشفى، وهذا الإجراء، يتابع الزبيدي، «نطبقه مع أي شخص غريب عن المستشفى نلاحظ تردده المتكرر على المستشفى، لأن قسم الولادة مستهدَف دائما من طرف شبكات سرقة الأطفال أو المتاجرة فيهم، خاصة عندما يستقبل القسم بعض الأمهات العازبات». وقال الزبيدي إن المعنية إذا كانت فاعلة حقوقية عليها اللجوء إلى إدارة المستشفى للبحث في أي موضوع بالطرق القانونية والإدارية، مجبَرة على إجابتها بعد قيامها بدورها وإذا لم تنصف عليها اللجوء إلى أي جهة تريد ولا يحق لها الدخول إلى قسم الولادة ولا خلق البلبلة في باب القسم. من جانب آخر، أصبح قسم الولادة في مستشفى الجديدة يعرف العديد من المشاكل يوميا، بالنظر إلى العدد الكبير للنساء اللواتي يقصدنه إما لتلقي العلاج أو من أجل الولادة من المناطق القروية المجاورة للمدينة. في المقابل، لا يتوفر هذا القسم سوى على طبيبين مولّدَيْن وعلى عدد قليل من الممرضات، لهذا تتكرر الاحتجاجات كل يوم إما بسبب عدم حضور أحد الأطباء أو بسبب المعاملة التي يتلقاها مرافقو النساء الحوامل. وقد أكد عدد من المواطنين فيلا باب قسم الولادة أن الحامل بمجرد دخولها القسم، تصبح شبه محتجَزة ولا يمكنك الاطمئنان على وضعيتها أو تتبع حالتها إلا بأعجوبة، مضيفين أن بعض ممرضات القسم يعاملن المواطنين بانتقائية واضحة، حيث تُوصَد الأبواب في وجه البعض، فيما يتابع البعض الآخر حالة المرأة المقبلة على الولادة لحظة بلحظة عبر إحدى الممرضات، التي تخرج في كل لحظة لطمأنة الأسرة، وهذا الوضع بات يستوجب إيفاد لجنة وزارية للوقوف على الوضعية الحقيقية التي يتخبط فيها قسم الولادة في الجديدة منذ سنوات.