يوما واحدا قبل أن تواصل المحكمة الابتدائية النظر في ملف ورد فيه اسم أحد أبنائه وتتابَع فيه صاحبة مطعم يبيع المشروبات الكحولية في حالة اعتقال بتهمة تقديم المشروبات الكحولية للمسلمين في أيام العيد، عمد عمدة فاس، مساء يوم أول أمس الأحد، إلى «الصعود إلى الجبل» في تجمع جماهيري حضره أتباعه بوسط مدينة فاس، ووجه فيه انتقادات لاذعة إلى كل الأطراف، ولم تسلم منها تقريبا أي جهة. ولم تنفع «مفاوضات» أُجريت معه قبل ثلاثة أيام من عقد هذا التجمع في ثنيه عن تنظيمه. وقال شباط، وهو يتحدث «غاضبا» عن «الإشاعة» التي تحدثت عن حمل ابنه للسلاح في النزاع بين مجموعتين من الشبان قُدِّموا على أنهم كانوا، قبل النزاع، في حالة سكر داخل المطعم، إنه يجب فتح تحقيق في «إشاعة» تروج في المغرب تتحدث عن أن مسؤولين كبار هم الذين يبيعون المخدرات الصلبة على المستوى الدولي. وأشار بالأسماء، وهو يتحدث عن هذه «الإشاعة»، إلى المدير العام للأمن الوطني وإلى إلياس العماري و«زعيمه»، في إشارة منه إلى فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، وطالب بفتح تحقيق مع هذه الأسماء. ووصف شباط، في هذا التجمع حول ما أسماه «الانفلات الأمني» في المدينة التّهم الموجهة لابنه ب«الملفقة»، واستغرب أن يتحول ابنه، الذي قدمه على أنه «مناضل في حزب الاستقلال»، من مشتك تنازل عن المتابعة إلى متهم. وأورد أنه زُجَّ بصاحبة المطعم في السجن لخدمة صاحب مشروع منافس له محل كبير لتقديم الشيشة في أحد الأحياء الشعبية، وهو ما نفاه صاحب هذه المقهى، قائلا ل«المساء» إن شباط خيّره بين التظاهر ضد الحكومة وبين إغلاق «مشاريعه». ووجّه عمدة فاس انتقادات لاذعة لنائبة لوكيل الملك في المحكمة الابتدائية في فاس وقال إنها هي التي تقف، رفقة ناشطة جمعوية، وراء «فبركة» هذه الملفات في «الليالي الملاح» و«إعطاء التعليمات» للمسؤولين الأمنيين. ودعا إلى «طي» هذا الملف، موردا أنه أصبح يزعج الاستقلاليين. وهدد شباط بتزعم مسيرة احتجاج يوم الأحد المقبل، إذا لم تتمَّ «الاستجابة لمطالبه» ولم ينزل «المخازنية» إلى دروب المدينة لحماية التجار والأسر وتنظيف أحيائها. وطعن شباط، في خرجته، في محاضر الشرطة، متحدثا عن «انتقامات» و«فبركة ملفات» بعد الانتقادات التي قال إنه وجهها، في الآونة الأخيرة، للسلطات الأمنية. وقال إن «الانفلات الأمني» يقوده بعض مسؤولي الأمن في المدينة. وأورد سرقات شبه يومية ل«كابلات الكهرباء و«غطاءات» قنوات التطهير الصحي ونافورات المدينة، مضيفا أن اللصوص، عندما يتم القبض عليهم من قِبَل المنتخَبين، يتحولون في محاضر ولاية الأمن إلى قاصرين، أما الجهات التي تباع لها هذه المواد، فإنها تصبح غير موجودة في الواقع. ونعت عمدة فاس المحاضر التي تُنجَز، في هذا الإطار، بالمزيّفة. كما وصف بعض السرقات التي تتم ب«سرقات التقنيين والمحترفين». وقدم، خلال هذا التجمع، «عينات» من ضحايا «الانفلات الأمني» في المدينة وأورد أن كل دروب المدينة أصيبت بآفة «اللا أمن». وكان شباط قد «دشّن» تجمعه الخطابي بعرض شريط فيديو، سبق له أن نُشِر في الأنترنت، حول الخيرية الإسلامية في فاس وقدمت فيه شهادات لأطفال حكوا عن ظروف إهمال يعانون منها في هذه الخيرية، التي يرأسها البرلماني محمد مفيد، عن التجمع الوطني للأحرار، وهو من أبرز خصوم العمدة في المدينة. كما عرض شباط شريطَ فيديو يتضمن شهادة عائلة تتهم البرلماني عزيز اللبار، عن حزب الأصالة والمعاصرة، وصاحب سلسلة فنادق مصنفة في المدينة، ب«التورط» في إهمال إنقاذ طفل تَعرَّض للغرق في مسبح أحد فنادقه. وقدم، في كلامه، لائحة تضم من أسماهم «الجبابرة الطغاة»، ومنهم أيضا عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، فريد أمغار وشقيقته، ورشيد الفايق، رئيس جماعة «أولاد الطيب»، القروية، وحسن التايقي، الإطار والمستشار في المجلس الجماعي، داعيا السلطات الأمنية إلى فتح تحقيقات معهم، بناء على شكايات يشير إلى أنها وُجِّهت ضدهم ولم يَتمَّ تحريكها. كما اتهم شباط مسؤولين إداريين في ولاية الجهة ب»تحريض» ساكنة المدينة العتيقة ضد المجلس البلدي على خلفية مشكل النظافة، وذكر ضمن هؤلاء المسؤولين اسم رئيس قسم الشؤون الداخلية للولاية، والذي رُقِيّ في الحركة الأخيرة إلى منصب كاتب عام للولاية، وقال إن حزب الاستقلال يتعرض لحملات تشويش وتشويه.