في صبيحة الثلاثاء، 6 شتنبر الجاري، كان حسن، لاعب «الكوكب المراكشي»، السابق، راوياً من زمن النكران والجحود، يسرد مقتطفات من «سيرته» الكروية، التي لم يُكتَب لها أن تسير في الاتجاه الصحيح... فقد استضاف أديب السليكي في حلقة تلك الليلة على أثير «راديو بْليسْ» لاعب الكوكب المراكشي، الذي قال إن مسؤولي الفريق غبنوه وتخلّوا عنه في وقت كان يحتاج إلى مساعدتهم إياه على توفير مصاريف العلاج، الذي كان ينوي أن يتابعه في الخارج (أمريكا) بعد أن اتّضَح أن حظوظ شفائه من إصابته هنا تبقى ضئيلة... وقد حرص حسن، في بداية تدخُّله على شكر زوجته، التي قال إنها الوحيدة التي ساندتْه في محنته، قبل أن ينتقل إلى سرد بعض المحطات الرئيسية في مساره في الملاعب، حيث قال إنه لعب ل«إسمنت مراكش» ثم ل«الكوكب المراكشي» وحقق مع فريقه الثاني نتائج طيّبة، ضمنها بطولة الشبان مرتين واحتلال الصف الثاني وطنيا، قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول إلى أن أُصيب بتشنج.. وهنا ستنقلب حياتُه رأسا على عقب، حيث قال حسن: «ظللتُ أنتظر ثم أرسلوا أوراقي دون علمي إلى «نجم مراكش».. بعد عام، ذهبت إلى «الحرس الملكي».. عدتُ إلى مراكش.. مع «المجد»، رفقة عبد اللطيف الشاحني.. ثم «رجاء سيدي يوسف بنعلي»، كلاعب وكمدرب.. بعد 6 أشهر، حاولتُ الاستثمار مع أجنبيّ يبحث عن شريك، لكنني تعرضتُ لحادثة غريبة، دخلتُ ظللتُ عقِبَها «كوما» لمدة أسبوعين.. أصبتُ بشلل نصفي وصرتُ غيرَ قادر على أن أتحكم حتى في أطرافي السفلية»... وواصل حسن قائلا إنه «من أجل الأدوية فقط كان علي توفيرُ 2500 درهم شهريا، إلى أن تواصلتُ مع جمعية في أمريكا يرأسها مغربي دفع نيابة عني 50 ألف دولار.. وكانت الجمعية ستتكلف بالتأمين. طالبوني بتوفير 10 آلاف دولار (8 ملايين سنتيم تقريبا) كان لدي منها مليونان أو يزيد قليلاً.. عَمّمتُ طلبا وساعدني بعض الأصدقاء، منهم عزيز لهميم، المعروف في الأوساط الرياضية المراكشية.. إلى أن فوجئت بمكالمة من صحافي في «راديو بليسْ للمشاركة في برنامجكم هذا»... وتابع حسن: «لم أكن أتحرك إلا بفضل كرسي متحرك. استعجلتْني الجمعية الأمريكية. فلجأتُ إلى طلب مساعدة مسؤولي الفريق، حيث دُعيتُ إلى موعد ذهبت إليه فوق كرسي متحرك. ولأن الكاميرا «شاعلة» فقد سألوني كم ينقصني لتوفير ثمن العملية.. تلقيتُ وعوداً بتوفير 30 ألف درهم.. تركتُ لهم جواز السفر مع وعد بأن يسجلوا لي فيه 2000 دولار ويحولوا إليّ الباقي بطريقة أخرى... لكنْ وحدهم الجلايدي والحطاب ومريانة جاؤوا لزيارتي.. أما المسؤولون فقد أعادوا إلي الجواز بلا درهم واحد!.. وعدني الورزازي (رئيس سابق للكوكب) ب10 آلاف درهم على شيك.. وفي الموعد المحدَّد بيننا، لم يكن يجيب حتى عن مكالماتي.. بعد ذلك، وقع لي شيكاً ظننتُ أن فيه المبلغ المذكور، لكنني اكتشفتُ، بعد ذلك، أن كلَّ قيمتَه 5 آلاف درهم فقط... كما منحني الشوفاني 5 آلاف درهم، لكنّ ما يحُزّ في نفسي هو أنني رب أسرة.. لو كنتُ لوحدي ما همَّني ما وقع»... وواصل حسن سردَ «قصّته» في زمن الحديث عن «احتراف» الكرة المغربية، قائلا إن «السيدة العمدة أخبرتْني أنها تعرف بقصتي وأقسمتْ إنها ستُكلِّم السيد الوالي بخصوص «حالتي».. توصلتُ باستدعاء لحضور اجتماع، قالت لي العمدة بعد انتهائه إن «حالتي» قد «تجُرّ» إليها معاقين إضافيين.. وحين واجهتُها مستنكراً: هل أشحذ؟ قالت لي بالحرف: اذهب وافعل إذن.. الجميع يتوسلون.. الله يْسامحْها.. ساعدني الوالي من جيبه وحاول في كل الاتجاهات. اضطُرِرتُ إلى طرق أبواب أخرى.. كنتُ أفكر في أنه لم تعد أمامي حلول كثيرة، قبل أن يرنَّ الهاتف وتُحدثني إذاعتكم»... من الصعب على شخص لم يولد معاقا أن يتأقلم مع مصيره الجديد..الفريق لم يمنحني ولو درهما واحدا.. قالوا لي إنهم سيعملون لي «دْرهم فْالورقة».. أمام الناس يُظهرون مظهرهم فقط.. أنا أعرف حقيقتَهم.. قال لي الوالي دعْ عنك الكوكب جانبا وسأساعدك.. وكان الوحيدَ الذي ساعدني هو الشوفاني: منحني 2500 درهم. ثم بعد 3 أشهر، وقع لي الرئيس على شيك ب5000 درهم.. أجبتُه أنني أريد مبلغا يمكّنني من الاستشفاء ولستُ أتسول»... وقال حسن وهو يتحدث «بصراحة»، إنه يتحدث إلى مُعد البرنامج وهو يرتعد.. «أتناول دواء باستمرار، ما لم أستعمله، أصير «حالة خاصة».. يساعدني طبيب الفريق. ليسوا كلهم سيِّئين. بعضهم تحدثوا إلي على الأقل بكلام جميل.. واجهتُهم في الجمع العام: لِم وعدتموني ولم تَفُوا مع أنكم أنتم من طرقتُم بابي في المرة الأولى؟... أملي الوحيد أن أستعيد عافيّتي وأعوض بعضاً مما قدّمتْه لي زوجتي من خدمات لا يمكن أن توصَف، إذ يكفي فقط أن أقول إنها مضطرة حتى إلى أن تُبدّل لي «ليكوشْ» ثلاث مرات أو أكثر في اليوم الواحد... المسؤولون الذين عرفتُهم في الكوكب خلال تلك الفترة لا يستحقون صفة «إنسان».. ليستْ في قلوبهم رحمة»... وذكر السليكي، في نهاية الحلقة، إن مجموعة من الفعاليات ووعِدت أن يؤخذ ملف حسن محمل الجد على أمل أن يجد «ملف» هذا اللاعب طريقَه إلى الحل ونحن على بوابة الاحتراف...