أفلح أوفياء برنامج "بصراحة"، الذي يقدمه أديب السلسكي على أمواج "راديو بْليسْ"، في مؤازرة مقدم البرنامج وهو يوجّه "صفعة" أثيرية قوية إلى صُدغ "المتنطّعين" الجُدد، في حلقة يوم الاثنين، 14 مارس الجاري من البرنامج المذكور، وهم يُلبُّون نداء السليكي الإنساني لمساعدة سيدة مغربية ("مريم" من أكادير، مواليد 1987، متزوجة وكانت تتابع دراستها) التي أصيبت بمرض غريب "احتار" فيه الأطباء... وقد أبان متتبعو "راديو بْليسْ" عن حس تضامني رفيع وهم يسارعون إلى تلبية طلب المساعدة الأثيريّ العاجل، ليساهموا بأزيد من 4 ملايين سنتيم و4000 درهم، من أجل إنقاذ هذه الأم المغربية الشابة، التي "ابتُليتْ"، مباشرة بعد وضعها مولودها الأول، بحالة نادرة لنزيف "يُغرقها" -كلَّ ليلة- في "بركة" من الدماء، لن نجد أحسنَ وصفاً له أبلغَ من كلام أمها المفجوعة، التي قالت، مباشرة على أثير الإذاعة المذكورة، إن "الكل صار متأثرا بمرض مريم.. أنا أعاني، أصلاً، من أجل توفير المبلغ الكافي لمعالجة أختيها المريضتين، فإذا بي أصاب بهذا "الامتحان" العسير... فبعد 40 يوما على وضعها، أصيبت بهذا المرض "الغريب": تنام ليلا لتستفيق في الصباح وكأنها قد استحمّت في بركة من الدماء.. إذ على امتداد ساعات الليل، تنزف من فمها وأنفها... ل"تُفيق"، في صباح اليوم الموالي، خائرة القوى ولم يعُدْ في جسدها قطرة دم واحدة... أتحدث إليكم نيابة عنها، لأنها لا تستطيع الكلام في هذه اللحظة.. يتطلب إنقاذ حياتها أكثر من 4 ملايين سنتيم في الأسبوع الواحد، إضافة إلى مصاريف إجراء التحليلات والفحوص اللازمة... زوجها محدود الإمكانيات ولا يستطيع توفير كل هذا المبلغ الكبير"... أما "عفاف" (صديقة مريم) فقالت: "أردنا مساعدتها، باعتبارنا صديقات لها وافتقدنا حضورها بيننا.. لكنْ، بما أننا ما زلنا متدربات، فإنه ليس بمقدورنا توفير مبلغ كبير لها.. هي مصابة بمرض "Les claquettes"... الذي لا يعرف الأطباء كيف يداوونه... نتمنى أن يساعدها المحسنون على أن تُعالَج وتعود إلى صفنا.. لقد اتخذنا مبادرة الاتصال بإذاعتكم والقيام بكل ما نستطيع من أجل مد يد العون لها.. أشار علينا طبيبها إلى أنه ابتداء من الأربعاء المقبل، عليها أن تجري تحاليلَ وعملية أخرى.. جمعنا لها مبلغ 3000 درهم وزرناها في بيتها.. لنُخفّف عنها، قدرَ المستطاع، مصابَها الأليمَ ونُخرجها من أجواء المرض والكآبة التي أحاطت بها... لا يُعقَل أن كل الأطباء الذين يعاينون حالتها لم يستطيعوا تحديد نوعية مرضها"... "تفقد "مريم" دمها باستمرار. لديها نقص كبير في الكُريّات البيضاء.. تحتاج كمية كبيرة من الدماء، وهي كمية غير متوفرة، مما أدى إلى تراجع كبير في صحتها"... تلكم مقتطفات من كلام السليكي، وهو يتحدث عن هذه "الحالة" الاستثنائية لمريضة مغربية آزرها في محنتها العشراتُ من المغاربة، الذين أبانوا عن حسّ تضامن متجذّر، بعيداً عن "تنطّعات" حفنة من المتملّقين والباحثين عن "البولميك"، في ظرفية مغربية لا يجب معها "الاصطياد في الماء العكِر"، وهو ما رفضه، بصفة قطعية، متتبّعو "بصراحة"، وهم يساهمون فعليّا -كلٌّ حسب مقدوره- في التخفيف من "تراجيديا" هذه الأسرة المغربية... ويكفي إلقاء نظرة على مساهمات متتبّعي البرنامج، التي تراوحتْ بين 200 و10.000 درهم، لكي يخرج المرءُ بقناعة مفادُها أن "المغربيَّ الحر لا يمكنه -مهما تكن الظروف- أن يتخلى عن أخيه المغربيّ وهو في ضائقة"، بعيدا عن "تنطّعات" ثوار هذا الزمن المغربي الرديء، الذين خاطبهم السليكي قائلا: "أيها المسؤولون النائمون.. أنتم مسؤولون أمام الله وأمام الوطن.. إذا كنتم تريدون أن يتقدم المغرب، فليفعل كل واحد منكم ما بإمكانه لإنقاذ حياة هذه الأم الشابة، التي لا نريد أن يكون الموت قدَرها وهي بعدُ في عمر الزهور ولديها رضيع صغير... من الواجب عليكم (أغنياءَ هذا الوطن) وليس امتناناً منكم، أن تساعدوا مَن هم في حاجة إلى المساعدة من المغاربة.. نحن نريد مبادرة واقعية وليس خلق الجدال.. انزلوا إلى الشارع وساعدوا من هم في حاجة إلى المساعدة.. في المستشفيات، الخيريات، وفي القرى النائية، حيث هناك من يعيشون ظروفا قاهرة.. أنا متأكد من أن الناس الأغنياء لا يستمعون إلى مثل هذه البرامج، لأنها قد تصيبهم بالكآبة أو ب"عسر الهضم".. ف"المهمّ" لديهم هو أن يلِجوا الفنادق الفخمة و"يخسروا" الملايين أو "يتجولوا" على متن سياراتهم الفخمة في مراكش، ثم يعودوا إلى ديارهم، وكأنهم غير معنيّين بهذا المغرب"... في يوم الأربعاء الموالي، ربط مقدم البرنامج الاتصال بأم "مريم"، التي أكدت أنها توصلت بالفعل بالقسط الأكبر من المبلغ الذي وُعِدت به وأجرت العملية التي أنقذت ابنتَها، مؤقتاً، من موت متربص...