اعترف الصحافي أديب سليكي، معد ومقدم برنامج «بصراحة»، الذي يُبثّ على أثير محطة «راديو بليس»، بخطئه في واقعة إيراد شهادة طفل تعرّض للاغتصاب، وأبدى احترامه قرار الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري القاضي بتوقيف البرنامج أسبوع كامل، ودافع عن ضرورة تطبيق القانون، في كل الأحوال. وتقدم أديب سليكي بالاعتذار إلى الطفل الذي تعرّض للاغتصاب وإلى أمه وإلى المستمعين، ووعد الصحافي، الذي أشرف على البرنامج المذكور لمدة أربع سنوات، بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء. في هذا السياق، قال سليكي، في تصريح ل«المساء»: «على الرغم من أنني تطرقت إلى عشرات حالات التعنيف والاغتصاب بدون مشاكل، فإنني أُقِرّ بأنني أخطأت في التعاطي مع حالة الطفل الصغير، إذ كان علي ألا أساير الأم في طلبها القوي بإدراج شهادة الطفل على الأثير، فقد قدمت حلقة يوم الثلاثاء مع الأم التي روت تفاصيلَ الاغتصاب، إلا أنه في حلقة الجمعة تشبثت الأم بإدراج شهادة الطفل وعمدت إلى إيقاظه من النوم، بشكل لم يكن مطلوبا، وسألته بشكل عفوي، وكان القصد، حسب رغبة الأم، مساعدة الطفل الذي عزف عن الخروج من الحالة النفسية الصعبة التي مر بها ومنحه الحرية في التحدث، إلا أنه كان في اعتقادي، خطأ أتعهد بأنه لن يتكرر مرة أخرى، وأكرر أنه كان علي عدم تمرير شهادة الطفل، احتراما لخصوصيته العمرية والنفسية». وبلغة متأسفة أضاف سليكي: «هذا خطؤنا ونُقِرّ به ونعتبر أن ما حدث هفوة يجب ألا تتكرر في إذاعتنا، وأعتقد أنه، في غياب الأخطاء، لا يمكن أن نستفيد في مجالنا السمعي-البصري». وفي تعليقه على قرار الهاكا توقيفَ برنامجه، قال «إننا نحترم قرارات الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري التي لها كامل الصلاحية في البت في الملفات، بشكل مستقل، ونحن نعتبر أن «الهاكا» هيأة حرة نحتكم إليها ويجب أن ندافع عن قراراتها في مجالنا السمعي-البصري». وشدد سليكي على احترامه للطفل المغربي وعدم تعمده الإساءة إليه بالقول: «يجب أن أؤكد على شيء أساسي هو أنني أعي جيدا خصوصية الطفل وأعرف أن هناك أشياءَ لا يجب أن نصدم بها الطفل، من جهة أخرى، أنا عضو في جمعية تنشط ضد الاستغلال الجنسي للطفل، وشاركتُ في العديد من الأنشطة المتعلقة بالجمعية، لهذا فلدي احتكاك بضحايا الاستغلال، وفكرت في تقديم مساعدة للطفل المغربي.. أحس بأنني نجحت في أشياء وأخطأت في أخرى». واعتبر المنشط الإذاعي أن تجربة التوقيف أفادته كثيرا، على اعتبار أن المحطة كانت السبّاقةَ إلى الحديث عن التحرش الجنسي في إحدى المؤسسات التعليمية في مراكش، وكانت المفتاحَ الذي انطلقت منه الشرطة لمباشرة تحقيقاتها، وأكد أن الإذاعة، على الرغم من رغبة بعض التلميذات في الحديث عبز أثيرها، فإنها فضلت إيراد شهادات أولياء أمورهن، احتراما لخصوصية وسن الطالبات. من جهة أخرى، قال سليكي إن كل مكونات المحطة الإذاعية اقتنعت بقرار «الهاكا»، من بينهم الرئيس-المدير العام للمحطة، عبد الرحمن العدوي، الذي دعا إلى تدريب فوري في النقطة التي أثارتها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.