قررت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري معاقبة «راديو مارس»، في قضية ما عرف ب«الجمهورية المغربية» التي جاءت على لسان ضيف إحدى حلقات البرامج الإذاعية، واستندت «الهاكا» في قرارها إلى العديد من القرائن والمقتضيات القانونية، إذ أقرت «الهاكا»، تبعا للقانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، والمادة 9 من دفتر تحملات الخدمة الإذاعية «راديو مارس»، القائلة إن الاتصال السمعي البصري حر، وطبقاً لهذا المبدأ، يتمتع المتعهد بكامل الحرية في إعداد برامجه، مع احترام المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل ومقتضيات دفتر التحملات المؤطرة للخدمة التي يقدمها، ويتحمل كامل مسؤوليته في بثه كافة برامجه. وتبعا للمادة 9 من القانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، التي تمنع البرامج وإعادة بث البرامج أو أجزاء من البرامج، التي من شأنها الإخلال بثوابت المملكة المغربية، كما هي محددة في الدستور، ومنها بالخصوص تلك المتعلقة بالإسلام وبالوحدة الترابية للمملكة، وبالملكية، والتي لم يحترمها برنامج «ماك مارس» (Mag Mars) الذي تبثه الخدمة الإذاعية «راديو مارس»، حيث تضمن خلال حلقة يوم الاثنين، 31 ماي 2010، على الساعة الثانية عشرة و53 دقيقة، تصريحا للمخرج هشام عيوش، الذي كان ضيفا على هذا البرنامج، أخل بثوابت المملكة المغربية، كما هي محددة في الدستور، وخصوصا منها المتعلقة بالملكية... واستنادا للمادة 6 من دفتر تحملات المتعهد التي توجب عليه ضمان التحكم في البث، في كل الظروف، وتحمل المسؤولية الكاملة عن مضمون البرامج التي يضعها رهن إشارة الجمهور في إطار الخدمة التي يقدمها. الأمر الذي لم تعمل به منشطتا البرنامج، إذ لم تقدما أي دليل على التحكم في البث، كما هو منصوص عليه في المادة المذكورة أعلاه. ولأن ممارسة الحرية هنا جاءت ضد قوانين دستور المملكة، أقر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أن شركة «راديو 20»، التي تقدم الخدمة الإذاعية «راديو مارس» قد أخلت بثوابت المملكة المغربية، كما هي محددة في الدستور، ومنها بالخصوص تلك المتعلقة بالنظام الملكي، ومن تم أمر بوقف بث الخدمة الإذاعية «راديو مارس»، كليا، لمدة ثمانية وأربعين ساعة، ابتداء من الساعة الثانية عشرة من اليوم الموالي لتاريخ تبليغ هذا القرار لشركة «راديو 20». كما أمرت «الهاكا» بفرض عقوبة مالية على الشركة المذكورة، قدرها سبعة وخمسون ألف (57.000) درهما تدفع داخل أجل ثلاثين يوما من تاريخ تبليغ قرار «الهاكا»، فاتح يونيو 2010، وذلك استنادا إلى الفقرتين 1 و2 من المادة 34 من دفتر تحملات هذه الخدمة الإذاعية، وعملاً بمقتضيات المادة 26 من القانون 77.03، المتعلق بالاتصال السمعي البصري، واللتين تنصان، على التوالي، على أنه «دون الإخلال بالعقوبات المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل، يمكن للهيئة العليا أن تحدد غرامة مالية يتلاءم مبلغها مع خطورة المخالفة المرتكبة»... في السياق ذاته، قررت «الهاكا» وقف بث برنامج «بصراحة»، الذي تقدمه الخدمتان الإذاعيتان «راديو بْليس مراكش» و»راديو بْليسْ أكادير»، لمدة أسبوع كامل، ابتداء من اليوم الموالي لتاريخ تبليغها قرار التوقيف لشركة «راديو بليس».. وقررت فرض عقوبة مالية على شركة «راديو بليس» قدرها ثلاثون ألف (30.000) درهم تُدفع داخل أجل ثلاثين يوما من تاريخ تبليغ هذا القرار. وأكدت الهيأة أن شركة «راديو بليس»، التي تقدم الخدمتين الإذاعيتين «راديو بليس»- مراكشوأكادير، لم تُراعِ الوضعية النفسية الصعبة للطفل الذي تم أخذ شهادته وعُرِّضت سلامته النفسية للخطر، مما يشكل خرقا واضحا لمقتضيات المادتين 3 (الفقرة 3) و9 (الفقرة الأخيرة) من القانون رقم 77.03. وصرحت «الهاكا» بأن الشركة لم تحترم المقتضياتِ المنصوصَ عليها في المادة 8 (الفقرة 2) من دفتري تحملاتها، خصوصا تلك المتعلقة منها بواجب احترام قرينة البراءة وعدم الكشف عن هوية الأشخاص المعنيين وضرورة تمكينهم، أو ممثِّليهم، من التعبير عن وجهة نظرهم. وكان برنامج «بصراحة»، الذي تبثه الخدمتان الإذاعيتان «راديو بليس مراكش» و»راديو بليس أكادير» قد تطرق، خلال حلقتين تم بثهما يومي 9 و13 أبريل 2010، لموضوع الاستغلال الجنسي للأطفال. وجاء في البرنامج الذي بُثَّ يوم 9 أبريل 2010، تصريح وشهادة أم طفل تعرض لاستغلال جنسي. وفي حلقة يوم 13 أبريل 2010، تم إيقاظ الطفل الذي تعرض لهذا الاستغلال من النوم على الساعة الحادية عشرة ليلا، بإلحاح من منشط البرنامج، ليقوم هذا الأخير باستجوابه وحثه على الإدلاء بشهادته وسرد كل التفاصيل المتعلقة بعملية الاستغلال الجنسي الذي تعرض له. وتمحورت أسئلة المنشِّط بين الساعة الثانية عشرة والنصف والواحدة و50 د. صباحا، على الشكل التالي: «واشْ تتبقى لابسْ حْوايجك أو تتحيدهومْ؟»... «تتحيد غيرْ السّْروال؟».. «شْحال تتبقاو ديالْ الوقت نْتا وإياهْ؟».. هو تيحد حْوايجو أولا ما تيحيدهومْشْ؟».. «شحالْ من مْر مشيتي معاهْ»؟... من جانب آخر، علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن «الهاكا» تعكف على دراسة ملف «هيت راديو»، على خلفية ما راج حول تضمن أغنية «مومو» التي بثت على المحطة، إيحاءات جنسية وصلت إلى درجة الحديث عن العضو التناسلي!...