كشفت شركة غوغل النقاب عن متصفح الإنترنت الجديد الخاص بها والذي أطلقت عليه اسم Google Chrome في مفاجأة مدوية لم تكن متوقعة من قبل المحللين والمستخدمين بعد أسبوع من إصدارها كتيباً برسوم هزلية حول هذا المتصفح المجاني، تمهيداً لإطلاقه. ويحتوي الكتيب على الكثير من المعلومات حول المتصفح «كروم»، وآليات تطويره، وكيفية التعامل معه، إلى جانب تصميمه. يجمع المتصفح الجديد، الذي يعتمد على المصادر المفتوحة، بين خصائص «فايرفوكس» من شركة «موزيلا»، و«ويب كيت» من شركة «أبل». وتفيد معلومات كتبت على مدونات المشاركين في تطوير المتصفح بأن «كروم»، الذي سيكون إصداراً أولياً أو بيتا، سيكون أسرع وأسهل في التعامل من أي متصفح آخر، كما سيكون أكثر أمناً منها. بالإضافة إلى ذلك فقد طوّر القائمون على المتصفح الجديد محرك «جافا» جديداً ليسهل التعامل مع «كروم» والبرامج المستقبلية. وأشارت شركة غوغل إلى أن منتجها الجديد سيعمل على تقديم بديل أسرع وأكثر اعتمادية واستقراراً للمتصفحات الموجودة على الساحة في الوقت الراهن. ويتمتع متصفح كروم الجديد من غوغل، والذي يتوفر في نسخته التجريبية، بأداة لإدارة المعالج والتي تعمل على تشغيل كل نافذة من المتصفح بشكل منفصل، وفي حال تعرض أحد النوافذ إلى خلل ما فإن النوافذ الأخرى لن تتأثر بها كما هو الأمرعليه مع إنترنت إكسبلورر. كما يتمتع المتصفح الجديد من غوغل بأداة ذكية لإدارة المهام والتي تمكن المستخدمين من مشاهدة أي المواقع التي تستهلك أكبر قدر من الذاكرة، كما يعتمد كروم على الإصدار الثامن من محرك الجافا سكربت الجديد والمدمج معه. ويرى بعض المحللين أن المتصفح الجديد ليس متصفحا فحسب بل يتضمن نوافذ جديدة خاصة بالبحث، في الوقت الذي أشاروا إلى آلية عمله التي تشبه نظام التشغيل إلى حد ما. ومن مزايا المتصفح الجديد الأخرى، تأتي آلية الاقتراح الأتوماتيكية التي تقدم اقتراحات لدى القيام بعمليات بحث، فضلاً عن آخر الصفحات التي قام المستخدم بزيارتها والمواقع الشهيرة. منذ عشر سنوات كانت كلمة «غوغل» مجرد خطأ هجائي لأحد المصطلحات الحسابية الغامضة التي لم يسمعها كثيرون. ولكن في 7 شتنبر 1998 اختار اثنان من خريجي جامعة ستانفورد الأمريكية الكلمة لتكون اسما لشركة قررا تأسيسها بهدف تحقيق فكرة بسيطة وهي جعل البحث على الإنترنت أسهل وأدق من خلال تحليل الروابط الخاصة بمواقع الويب. وما حدث بعد ذلك كان أكبر وأسرع عملية صعود ونمو في تاريخ الشركات الأمريكية لتصبح (غوغل) واحدة من أعلى الشركات الأمريكية ربحية. ورغم النجاح الأسطوري الذي حققته غوغل خلال 10سنوات فقط فإنها اليوم تواجه تحديات عديدة لكي تحافظ على معدل نموها. فالشركة مازالت تعتمد على عائدات الإعلانات التي تبث عبر محركها البحثي على الإنترنت والتي تمثل حوالي 90% من عائداتها. كما أنها تواجه اتهامات من قبل المناوئين لها بأنها تسيء استخدام موقعها المسيطر في عالم محركات بحث الإنترنت وتنتهك خصوصية معلومات مستخدمي خدماتها على الشبكة الدولية. كانت الأسواق تتوقع إنتاج برنامج لاستعراض الويب من غوغل منذ سنوات ولكن الرئيس التنفيذي للشركة إيريك شيمديت الذي اختاره مؤسسا غوغل وهما سيرجي برين ولاري بيدج ليكون «رئيسا ناضجا» حسب وسائل الإعلام الأمريكية ظل يؤجل الإقدام على هذه الخطوة لسنوات. والآن اقتنع الرئيس المخضرم بأن غوغل باتت قادرة على الدخول فيما يراه أخطر معاركها حيث ستضع نفسها في مواجهة مباشرة مع مايكروسوفت أكبر مطور لبرامج الكمبيوتر في العالم. كما يتمتع كروم أيضاً بخاصية بحث نصية كاملة للبحث في سجل المحفوظات، مما يلغي الحاجة إلى إضافة موقع إلى المفضلة وما إلى ذلك، ولدى قيام المستخدم بفتح نافذة جديدة ستظهر له أحدث تسع صفحات وأكثرها زيارة من قبل المستخدم إلى جانب المواقع التي يبحث عنها، كما أن المتصفح الجديد يتمتع بواجهة ذات لغات متعددة يتم تحديدها لدى التحميل، ومن بينها العربية. وأعلنت غوغل أن النظام الجديد سيكون جاهزا للاستخدام في مئة دولة حول العالم ويشعل المنافسة مع انرنت اكسبلورر الذي يستخدمه 75 في المئة من مبحري الانترنت في العالم. وحاولت غوغل منذ سنوات الاستفادة من خدمة البحث التي توفرها لاستقطاب مستخدمين جدد خاصة معلني البرامج وأعدت طريقة أخرى للارتباط بالشبكة دون دفع رخص الاستعمال إذ يكفي تحميلها بشكل مجاني في الحواسب الشخصية وهي الطريقة التي تستخدمها ميكروسوفت. وحاولت شركة بيل غيتس في محاولة منها للرد على غوغل شراء ياهو وعرضت مبلغ 47.5 مليار دولار لكنها لم تنجح في ذلك،وردت غوغل بدعم موقع البحث «فاير فوكس» الذي تصدره شركة «موزيلا» التي تستحوذ الآن على 10 في المئة من حصتها في السوق. يرى الخبراء أن غوغل ليست لديها ضمانات عن مدى نجاح «كروم» لأنها مازالت لم تنجح في الوصول إلى الخدمات التي توفرها ياهو وميكروسوفت وتايم وارنر رغم أن قوة «كروم» تكمن في تفاعلية ودينامية طريقة استعماله ودمجه لخصائص الانتقال من التلفزيون والراديو والجرائد. «تتحسن الشبكة العنكبوتية يوما بعد يوم بفضل أدوات التجديد والإبداع» يصرح ساندر بيشاي، نائب رئيس منتوجات التدبير بغوغل ويضيف:»غوغل كروم هو وسيلة تصفح جديدة ونتمنى من خلال إطلاقه أن يطور خدمات الانترنت نحو الأفضل».