بعيداً عن أضواء الكاميرات، التي يبدو أنها قد «أعْمت»، فعلا، بصائرَ الكثيرين، استطاعت الإذاعات الخاصةُ أن تُقدّم استماعاً ممتعا لمتتبّعي برامجها، التي تألقت الكثيرُ منها وأفلح مُعِدّوها ومنشّطو فقراتِها في ربطَ جسرٍ للتواصل ومخاطبة مستمعين فَرّوا من «فوضى» قنواتِنا العمومية و«ضجيجِها» غيرِ المنظَّم، الذي يأبى «الساهرون» على تسيير دواليبه وكواليسه إلا «التفنُّنَ»، ما أمكنَهم ذلك، في تعذيب ما تبقى من مُشاهدين مغلوبين على أمورهم، فعلاً، ما دام قد فُرِضت عليهم إضافة «حُموضة» التلفزيون إلى حموضة «حريرتهم»، اليومية... في حلقة ليلة الأربعاء، 24 غشت من برنامج «حبايبْ رمضان»، على أثير «شدى إف إم»، التي حلّتْ ضيفة عليها، رفقة المطربة الصاعدة نزهة عبيد وياسين لشهب، زادت بُشرى إيجورك إبداعاً وهي تتحدث بنفس الطلاقة والجرأة المعهودتيْن فيها مستعرضة وجهة نظرها حول رمضان، الذي تعتبره «من الشهور التي تعجبني كثيرا. أحاول أن أتحرر فيه من كل أعمالي والتزاماتي.. فهو بالنسبة إلي شهر العبادة، بالدرجة الأولى، لقراءة القرآن ولمراجعة النفس. لكن الغريب أن أمورا كثيرة قد تغيّرتْ.. أكتب مقالتي الأسبوعية في «المساء» وأحاول استغلال أيام الشهر في أمور العبادة». وتابعتْ أيجورك قائلة إن «رمضان ليس شهرا للحفلات، للشيشة، لبعض لحظات من التعبّد وبعد ذلك: إلى الشارع، حيث البهرجة والفوضى.. لدينا فهم خاطئ للشهر، فهو ليس للفسحة.. وحتى في التلفزيون فرمضان ليس مناسبة للضحك أو لل«دراما» بشكل مُعيَّن.. لِمَ لا يشاهد المتفرج برامج دينية، ليس بالضرورة بذلك المفهوم الضيّق..؟ أشاهد برامج في محطات أخرى تقدم الإسلام بصورة حضارية.. أما حين اضطُرِرتُ للنزول إلى «عالَم» رمضان الليل، فقد رأيتُ ما لا يقال، وما لا يوصف»!... وطالب أحد المتصلين ب«حبايْب رمضان» المسؤولين بإطلاق سراح رشيد نيني، وهو يقول في اتصاله الهاتفي بالبرنامج: «أحيّي بشرى على تدخلها لعرض نظرتها حول كيفية التعامل مع يوم الصيام وما يجب أن تكون عليه «عاداتُنا» اليومية في شهر العبادة هذا وأحييها على تنويعها أساليبها وأعمالها وميادينَ اهتماماتها الفنية والأدبية، فكتاباتُها تفيدنا في الانتباه إلى أمور ما كان ليتاح لنا فهمُها ومساءلتُها لولا جريدة «المساء»، التي نتمنى، بالمناسبة، من المسؤولين أن يعملوا على إطلاق سراح مدير نشرها، رشيد نيني، هذا الصحافي الكبير، الذي اشتهر بكتاباته لدى شريحة كبيرة من القراء»... وقالت إيجورك، معلّقة على المكالمة: «خطأ كبير أن يظل نيني في السجن، خصوصاً في هذه الأيام... هناك كثيرون يستحقون التواجد في مكانه.. أُوجّه له تحية كبيرة. إنه لا يستحق أن يتواجد خلف قضبان الظلم.. لقد أعطى الكثير لهذا الوطن، وهو حاليا في حاجة إلى أن يمنحه المغرب حريتَه، مُعزَّزاً، مُكرَّماَ كواحد من أبناء المغرب، البرَرة... أنا مدينة كثيرا لرشيد نيني، الذي تربطني به علاقة صداقة قديمة بهذا العمود الأسبوعيّ، حيث كان قد طلب مني كتابة عمود في عدد الجريدة الأول، ومع أنه لم يكن لديّ نفسُ تحرير زاوية أسبوعية، بالنظر إلى كثيرة انشغالاتي، فقد كان أول من تنبّأ لي بنجاح هذه الزاوية، المستمرة، وبقوة، منذ أزيد من 4 سنوات. وأتمنى في الاستضافة المقبلة أن يكون رشيد نيني قد غادر الأسوار. كما أنني مَدينة، أيضاً، لقراء «المساء»، الذين كانوا يطالبون بضرورة استمرار هذا العمود، فالمغاربة حين يجدون لديك إحساسا صادقا فهم يبادلونك أعمقَ منه، وأتمنى أن يتحقق لهم ما يريدون في المغرب الذي يستحقون ونستحق.. يجب أن نبني بلدنا على مقاس طموحات وتطلُّعات كل أبنائه، بعيدا عن الأحقاد والضغائن في سبيل أن يُشكّل المغرب، بالفعل، ذلك «الاستثناء» في كل العالم العربي»... وقالت نزهة عبيد، التي أدت مقطعا من «أمري لله»، لنعيمة سميح، وأغنية جديدة قالت إنه قريباً سيُبثُّ «الفيديو كليب» الخاص بها، إنها شاركت في كاستينغ لم تكن تعرف أنه سيُطلَب منها أن تؤدّيَّ فيه بال«خليجي»، وهناك حفظتْ أغنية وغنّتْها أمام لجنة التحكيم لتُسجِّل بعد ذلك وتغادر على وعد من أعضاء اللجنة أن يتصلوا بنا بعد شهر من ذلك، لكنْ، بعد أسبوعين، تستدرك عبيد، اتصلوا بها إنما، وبسبب «تفريطها» في وثائقها الإدارية، لم يُسعفْها حظُّها (ما مْكتاباشْ) في المشاركة في ذلك النشاط... كما أشارت عبيد إلى أنها اشتغلت «كورال»، حيث «تجتمع أصوات مختلفة عليك التجاوب معها أثناء الأداء، وهي تجربة أفادتها كثيرا، حسب قولها. من جهته، افتتح ياسين لشهب مشاركته في «حبايْب رمضان» بأدائه قطعة غنائية جميلة، قالت عنها إيجورك إنها سعيدة أنها سمعت صوت ياسين، الذي وجدت أن فيه «خيراً» وتشعر بروحك تهتزّ لأدائه الجميل»، ليقول لشهب، مجيبا عن سؤال حول مصادر قصائد مجموعته «الصفا المغربية»، إن «جل القصائد مأخوذة من «الشوقيات» ومن الشعر القديم، وحتى من مجموعة من القصائد الصوفية للعديد من الطرق والزوايا التي يزخر بها المغرب، وقد كنتُ محظوظا لتتلمُذي على أيادي شيوخ كبار منهم». وعن سؤال لمُنشِّطة البرنامج حول عملها المرتقََب، قالت بشرى إيجورك إنه مسلسل تلعب فيه دور «كوافورة» أقصى أحلامها الذهاب إلى دبي، وهي «نموذج» لمغربيات يتخيّلنْ الحلم الخليجي كما الحلم الأوربي، ومن تم فقد عالجنا من خلال هذا المسلسل كل المآسي التي تعيشها هذه الشريحة من الفتيات، في قالب تتشابك فيه شخصيات حرصنا على ألا تكون من عائلة أو فئة واحدة، فقد أردنا أن يجد كل واحد من الجمهور المغربي نفسه في العمل، الذي فيه رومانسية وانتصار لبعض القيم المغربية الرائعة»، مشددة على أن طموحها لا حدود له، «فإذا كنت تحب أمرا فستنتهي، حتماً، إلى تحقيقه»، تستدرك مخرجة «البرتقالة المُرة»...