رغم تعدد الفضائيات والقنوات التلفزيونية العربية، فإنها لم تستطع هذه السنة شد انتباه المشاهدين، بسبب ضحالة الأعمال التلفزيونية المقدمة، التي تأثرت بشكل كبير بالثورات، التي يشهدها العالم العربي فريق عمل سيتكوم 'مي الهاشمية' (خاص) وانعدام المنافسة، التي كانت سائدة في السنوات الماضية في شهر رمضان، لاستقطاب أحسن وأجود الأعمال. وبما أن التلفزيون المغربي لا يشد عن هذه القاعدة، وبما أنه خيب آمال المشاهدين المغاربة، وأخفق في تقديم أعمال جيدة، حسبما عبر عنه العديد من المشاهدين عبر المواقع الإلكترونية الاجتماعية والفنية، فقد كانت الإذاعات هي ملاذه، خاصة أنها تميزت هذه السنة بتقديم أعمال متنوعة من سيتكومات، ومسلسلات، وبرامج حوارية، وأدبية، وثقافية، ودينية، ورياضية، وبرامج القرب، التي تنقل نبض الشارع المغربي، وهموم المواطن في هذا الشهر الفضيل مع المصروف اليومي، وتدبير شؤونه اليومية. الاختيار الإذاعي هذه السنة له ما يبرره، فالأعمال المعروضة في القناتين الأولى والثانية، وفي قناة ميدي1 تيفي، لا ترقى لتطلعات المشاهد المغربي، والوجوه نفسها، التي تطل سنويا على المغاربة عبر الشاشة، هي التي جعلت المغاربة يفضلون المحطات الإذاعية ويستأنسون بها في جلساتهم العائلية الرمضانية، لأن التلفزيون في أغلب الأحيان يأخذ من وقتهم الشيء الكثير، كما عبر مجموعة من الملاحظين والمتتبعين، ولا يقدم لهم أدنى فائدة. إذاعة "ميدي 1"، أكثر المحطات الإذاعية استماعا في المغرب العربي، تقدم هذا العام برمجة متنوعة تجمع بين البرامج الصوفية والتراثية، والبرامج الفنية المتنوعة والأدبية، من بينها برنامج "أصول أمثال وحكم العرب"، الذي يقدم في سرد جميل أروع القصص العربية، التي حيكت حولها الأمثال، وبرنامج "عاشق بلقيس: نزار قباني"، الذي يقدم الشاعر العربي الراحل نزار قباني في أحلى صوره معززا بشهادات لكتاب وشعراء ونقاد عرب، إضافة إلى فقرات خاصة تفرد للكتاب والفنانين في بوح خاص، ليعبروا عن رأيهم في الواقع العربي الراهن، وإشراقات رمضانية، ومواضيع من الحياة. "راديو بلوس" حققت خلال هذا الشهر نسبة مهمة من الاستماع، خاصة مع سيتكوم "دار مي الهاشمية"، الذي راهنت عليه المحطة من أجل استقطاب نسبة كبيرة من المستمعين، وبرمجته في الساعة الخامسة بعد العصر مع إعادة له في حوالي منتصف الليل، وجمع فيه مخرج السيتكوم المنشط الإذاعي أديب سليكي، نخبة من الممثلين المحبوبين، يتقدمهم عميد المسرح المغربي، عبد الجبار لوزير، ومصطفى الداسوكين، وفضيلة بنموسى، وعبد الصمد مفتاح الخير، وجواد السايح، وآخرون. أما محطة "راديو أطلنتيك" فتتميز بتقديم روائع الأغنية المغربية العصرية، وتخصيص حيز مهم للقطع الخالدة لرواد الجيل الذهبي للأغنية المغربية مثل نعيمة سميح، وإبراهيم العلمي، وعبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، وإسماعيل أحمد، وآخرين، في حين اختارت الإذاعة الوطنية إعادة برمجة مجموعة من الإنتاجات والإبداعات الدرامية، التي يزخر بها الأرشيف الإذاعي، والتي تمثل موروثا وطنيا، وثقافيا، واجتماعيا لأربعة عقود ماضية، وهي الإنتاجات التي يعود إليها المستمع المغربي بكثير من الحنين. هذا إلى جانب برمجة مجموعة من برامج القرب كموعد مع الحرفيين، وغيره من البرامج الترفيهية والثقافية والفنية. الجمع بين الرياضة والموسيقى والفكاهة، هو ما يميز "راديو مارس" خلال هذا الشهر، إذ تفسح مساحات واسعة للنقاش والتعليق على الشأن الرياضي، مرفقة بقفشات وفكاهات ل"تيكوتا"، خريج برنامج "كوميديا شو"، الذي سيجد إقبالا كبيرا واستحسانا من طرف المستمعين. أما الإذاعات الأخرى، التي لم يسع المجال لذكرها كاملة، فقدمت، أيضا، برامج متنوعة ومختلفة، وتوجهت إلى مستمعيها ببرامج مفيدة وغنية.