اعتقلت المصالح الأمنية منذ الأسبوع الجاري حوالي 12 شخصا، كانوا يتربصون بالملك محمد السادس، بالقرب من القصر الملكي بمراكش. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر موثوق فيها، فقد كان من بين المعتقلين أمام القصر الملكي بالجنان الكبير، بداية الأسبوع الجاري، ثمانية عمال سابقين بمقهى «أركانة»، الذي كان مسرحا للتفجيرات يوم 28 أبريل الماضي، التي أسفرت عن مقتل 17 شخصا وجرح 21 آخرين، إضافة إلى تشريد حوالي 55 عاملا بالمقهى. وأوضحت مصادر عليمة في حديث ل«المساء» أن الترتيبات الأمنية، التي اتخذت من قبل مختلف المصالح الأمنية للزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لمدينة مراكش، تحسبا لأي مخالفات أو تكرار سيناريو العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، التي أطاحت بوالي الأمن، أوقعت بعشرات المتربصين بالملك محمد السادس لدى خروجه من قصره بالمدينة الحمراء. وقد عثرت المصالح الأمنية، التي وضعت خطة لتوقيف المتربصين بالملك، لدى الموقوفين رسائل وملفات خاصة بهم. وتحوي هذه الرسائل شكايات وتظلمات خاصة، منها ما يرتبط بأسرة بكاملها، لكن أبرز هذه الملفات، التي كان يتصيد «المتربصون» الفرصة لإيصالها إلى الملك، رسائل من عمال مقهى «أركانة»، الذين تم تسريحهم من طرف صاحب المقهى الشهير. وأوضحت مصادر «المساء» أن رسائل عمال المقهى الموجود وسط جامع الفنا بمراكش، تشتكي للملك أوضاعهم الاجتماعية المتدهورة بعد تسريحهم من قبل صاحب المقهى، بالرغم من أنه صرف كل مستحقاتهم القانونية، المتعلقة أساسا بالتعويض عن الإعفاء، وعن مهلة الإخطار، وفارق الأجر، بالإضافة إلى التعويض عن الأعياد الدينية والوطنية. وقد جاء ذلك وفق اتفاق مبرم في إطار الصلح النهائي بين المشغل، باعتباره الممثل القانوني للمقهى، والعمال البالغ عددهم 55 عاملا، تحت مراقبة ممثل عن مفتشية الشغل. وقد التمس المشتكون من الملك التدخل العاجل لإيجاد حل لأوضاعهم، التي تزداد سوءا مع مرور الوقت، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على المدينة الحمراء. وعلمت «المساء» أن بعض الموقوفين، وأغلبهم شباب، تم تقديهم لوكيل الملك من أجل تحديد قرار المتابعة في حقهم، بعد أن تم التحقيق معم من قبل المصالح الأمنية بولاية أمن مراكش، في الوقت الذي عززت المصالح الأمنية بمدينة «سبعة رجال» صفوفها بعدد من الفرق الأمنية بالمدن المجاورة من أجل تتبع مسارات تحرك الموكب الملكي وضبط الأوضاع ووضع حد لأي تجاوز ممكن. وتفاديا لتكرار سيناريو المطاردات، التي كانت الدار البيضاء مسرحا لها، صدرت تعليمات عليا بمنع اقتراب أصحاب الدراجات النارية والمتربصين بالموكب الملكي، مع مراقبة تحركات بعض الأشخاص، الذين احترفوا تعقب الموكب الملكي. لكن «الواقفين على باب الملك» اختاروا هذه المرة التوجه إلى قصره بالجنان الكبير ومحاولة ملاقاته مباشرة، لكن رجال الأمن كانوا لهم بالمرصاد.