بعد أيام قليلة من التفجيرات الإرهابية، وعكس ما روجت بعض وسائل الإعلام الإسبانية حول إلغاء ملك اسبانيا زيارته إلى المغرب، قام الملك الاسباني خوان كارلوس بزيارة إلى المملكة، ضمّن برنامجَها زيارة لمقهى «أركانة»، التي كانت مسرحا للتفجيرات، التي أودت بحياة 17 شخصا وجرح 24، أغلبهم سياح أجانب. «أركانة» تجمع خوان كارلوس بالملك محمد السادس استقبل الملك محمد السادس، يوم الاثنين 9 ماي الماضي، في القصر الملكي في مراكش، العاهل الإسباني خوان كارلوس، الذي كان يقوم بزيارة خاصة للمملكة بدأها في الرابع من شهر ماي. وقد أجرى الملك محمد السادس والعاهل الإسباني خوان كارلوس محادثات على انفراد. وكانت أحداث «أركانة» الإرهابية مناسبة للتطرق إلى الأزمات والخلافات المستمرة بسبب سبتة ومليلية السليبتين وتعرُّض مواطنون مغاربة للتعنيف من قِبَل قوات الأمن الإسباني، حسب ما ذكرت جريدة «إلموندو»، الإسبانية. وقد أعرب خوان كارلوس عن تضامنه التام مع المغرب ضد الإرهاب، مقدِّماَ تعازيه لضحايا تفجير «أركانة» ومرحّبا بعملية الإصلاح، التي أطلقها الملك محمد السادس في 9 مارس الماضي. ووفقا لمصادر «إلموندو»، فإن العاهلين المغربي والإسباني اتفقا على أهمية إعطاء المزيد من الزخم للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب واسبانيا. وأشادت الصحيفة الإسبانية بالاستقبال الملكي الذي خص به محمد السادس نظيره الإسباني، مشيرة إلى تقديم التمر والحليب للعاهل الإسباني، جريا على التقاليد المغربية الأصيلة. وقد قام العاهل الإسباني، في آخر جولاته في المغرب، بزيارة موقع تفجير «أركانة»، للترحم على ضحايا الحادث الإرهابي، الذي ضرب مراكش في 28 أبريل الماضي. تتبّع المكالمات شملت الأبحاث والتحقيقات التي تسارعت وتيرتها من قبل المحققين المغاربة والفرنسيين والإسبان، الهواتف والمكالمات التي أجريت قبيل التنفجير بفي مكان الحادث، بعد التأكد من تفجير المقهى عن بعد باستعمال هاتف محمول. وقد قامت فرق البحث، بمساعدة خبراء وتقنيين في الاتصالات، بافتحاصات دقيقة لهذه المكالمات، سعيا وراء الوصول إلى التقاط مكالمات للفاعلين قبل أو بعد الانفجار. وحسب المعطيات التي تسربت، فإن عملية التفجير عن بعد تمت بواسطة هاتفين محمولين، الأول كان موصولا بالمتفجرات التي وُضِعت في المقهى، والثاني تمت به عملية تنفيذ التفجير عن بعد. ألان جيبّي يفاجئ العالم في تلك الأثناء، بدأت عقارب الساعة تتسارع، هي الأخرى، للقبض على الفاعلين واقتربت ساعة الحقيقة وأصبح مصير منفذي تفجيرات «أركانة» في مراكش قاب قوسين أو أدنى من السقوط في شباك المصالح الأمنية المشرفة على التحقيقات، بعد أن أكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جيبّي، قبل أسبوع من تفجيرات مقهى «أركانة»، أن بحوزة السلطات الفرنسية معلومات ستقود إلى التعرف على اثنين من المشتبَه في تورطهم في الحادث الإرهابي الذي كانت ساحة «جامع الفنا»، الشهيرة مسرحا له، والذي أدى إلى مقتل 17 شخصا وإصابة 24 آخرين. وأوضح جيبّي، خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، أن «التحقيق ما زال مستمرا حتى الآن»، إذ ما زال المحققون المغاربة والإسبان والفرنسيون يُجْرون تحقيقاتهم للتوصل إلى الجهة التي تقف وراء تفجيرات المقهى الشهيرة. وأضاف المسؤول الفرنسي أن «المعلومات التي في حوزتي تفيد أن التحقيق يتقدم، ويبدو أنه تم التعرف على اثنين من المشتبَه فيهم المحتمَلين». وأشار جيبّي إلى أن «الفرنسيين لم يكونوا مستهدَفين بصفة خاصة في هذا الاعتداء»، مؤكدا أن «هذه التحركات الإرهابية تسعى، عموما، إلى تقويض اقتصاد البلاد، الذي يعيش على السياحة في القسم الأكبر منه». تصريحات جيبّي تحرج الحكومة المغربية أحرجت هذه التصريحات المثيرة الحكومة المغربية، فالأخيرة لم تؤكد ولم تنفِ المعلومات التي كشف عنها وزير الخارجية الفرنسي ألان جيبّي. وقال وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، إن «التحقيق مستمر، ولكننا اتخذنا قرارا بعدم الإعلان عن أي شيء حاليا»، مضيفا: «نحن حريصون، من أجل فعالية التحقيق، على عدم نشر المعلومات إلا بالتقطير». وأضاف الناصري أن «المحققين لم يتوصلوا حتى الآن إلى صورة تقريبية للمتهم بمساعدة سائحَيْن هولندييْن كانا في المقهى دقائق قبل وقوع التفجير».