في سابقة من نوعها، أقدمت سيدة مغربية تدعى «نزهة» في مدينة سبتةالمحتلة على إضرام النار في جسدها احتجاجا على «الحكرة» التي عانتْها في مخازن البيوت، حيث تباع السلع المهرَّبة إلى تطوان وباقي المدن المغربية. ووفق إفادات شهود عيان ل»المساء»، فإن السيدة التي تعمل حاملة لرزم السلع المهرَّبة دخلت في مشادات كلامية في مخازن السلع المسماة «تاراخال»، والذي يعتبر أكبر سوق للسلع المهربة في شمال إفريقيا، حيث أقدمت على إخراج قنينة من مادة الكحول المستعمَلة طبيا لتسكبها على كل أطراف جسدها وتضرم النار فيه. وأشار محدثونا إلى أنهم حاولوا جاهدين إنقاذ المرأة التي تقيم بمدينة الفنيدق وإخماد ألسنة النار التي كانت تلتهم أطرافا من جسدها، لكنْ دون جدوى، حيث أتت النار على 40 في المائة من جسدها، مضيفين أن المغربية تتعاطى منذ سنين التهريب المعيشي وحمل رزم السلع المهرَّبة لفائدة أباطرة التهريب في المعبر الحدودي باب سبتة. وقد تم نقل الضحية إلى.مستشفى مدينة سبتة، قبل أن يتم نقلها في الساعة الثانية زوالا على متن طائرة مروحية إلى مشفى روسيو في مدينة إشبيلية. وفي غياب تصريحات الضحية حول أسباب إضرامها النار في جسدها، فإن هناك أنباء أشارت ل«المساء» إلى أنها تعود إلى مشادات كلامية مع بعض رجال الأمن الإسبان، فيما أكدت مصادر أخرى أن المغربية دخلت في جدال مع صاحبة متجر لبيع الملابس المستعمَلة لخفض ثمن البضاعة، وأمام رفض هذه الأخيرة، قررت إضرام النار في جسمها. وأضاف هؤلاء أنهم تمكنوا من إنقاذ حياة المغربية، التي يبلغ عمرها حوالي 50 سنة، بواسطة مضخة إطفاء الحريق. وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها مغاربة من حاملي السلع المهربة إضرام النار في أنفسهم، فقد سبق أن حاول آخرون ذلك، سواء في معبر باب سبتة أو في قنطرة «سيرفيسا»، بسبب الإهانات والمساومات التي يتعرضون لها هناك. وتعرف مخازن السلع في «البيوت» دخول أكثر من 25 ألفا من حاملي السلع المهرَّبة، والذين يعملون في ظروف لا إنسانية، حيث لا تتواني وسائل الإعلام الإسبانية في وصفهم في تقاريرها ب»البغال البشرية»، وهو تعبير يُلخّص المعاناة اليومية التي تكابدها هؤلاء النسوة خلال تعاطيهن هذا النوع من العمل.