منح الإسلام مكانة للمرأة عموما، سواء كانت بكرا أو مطلقة أو أرملة، فلم يكن الطلاق سببا يحول دون زواج المرأة من جديد أو مبررا لإصدار حكم على أخلاقها أو على القيّم التي تتشبع بها. وفي هذا الصدد، أكد مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لوجدة، أن الإسلام أعطى المرأة المطلقة مكانة خاصة، حيث حث على الزواج من المطلقة، لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حث المسلمين على الزواج من المرأة الودود الولود، مشيرا إلى أن السيدة الولود يمكن معرفتها بالمرأة المطلقة، لأنه لا يمكن معرفة ما إذا كانت الفتاة البكر ولودا أم لا، على عكس المرأة المطلقة التي يسهل معرفة ذلك من خلال إنجابها. وعليه، يقول مصطفى حمزة إن الإسلام وضع المطلقة في مكانة خاصة ولا يجب على المجتمع تهميشها أو رفضها اجتماعيا، بل يجب معاشرة كل امرأة مطلقة ومصاحبتها. وأضاف بنحمزة أن المجتمع المغربي في الجنوب ما يزال يضع المرأة المطلقة في مكانة مميزة، حيث يفضّل أهل الجنوب، كما قال بنحمزة، الزواج من المطلقة لأخلاقها وقدرتها على تدبير المنزل. وأضاف بنحمزة أن طلاق المرأة لا يعني، بالضرورة، أن هذه السيدة هي في وضع غير سوي، فالطلاق قد يعني أن هناك خلافا بنيويا وفكريا بين الزوجين، وقد يكون الزوج هو المخطئ وليس المرأة، كما يعتقد المجتمع، الذي يلوم المرأة دائما. وقد كانت المرأة المطلقة أو التي توفى عنها زوجها في صدر الإسلام مثار رفعة وتقييم بل ورغبة، وقد نزل فيهم (خصوصا) قرآن يتلى إلى يوم القيامة وقال تعالى (ولا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا عَرَّضتُم بِهِ مِنْ خِطبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكنَنتُمْ فى أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ ستَذْكُرُونَهُنَّ ولَكِن لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِراًّ إِلا أَن تَقُولُوا قَوْلاً مَّعْرُوفاً ولا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاح حَتى يَبْلُغَ الْكِتَب أَجَلَهُ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فى أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ. (235) ففي الشريعة الإسلامية، لا يعني طلاق المرأة نبذها وقطع كل ما لها من حقوق وصلة.. فهي قد «كسرت» بهذا الطلاق.. فجاء الإسلام إضافة إلى حثه على الزواج منها وتمتيعها بالمتعة، جبرا لخاطرها.