اضطر المئات من مرتادي المسجد الأعظم بمدينة أولاد تايمة إلى قضاء الشعائر التعبدية الرمضانية فوق أفرشة بالية متسخة لم يتم تغييرها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات. وأفاد عدد من المصلين من مرتادي هذا المسجد، الذي يعد أكبر مسجد بالمدينة «المساء»، بأن أفرشة المسجد تنبعث منها روائح كريهة، باتت تزكم أنوف المصلين أثناء تأدية الصلوات الخمس وصلاة التراويح. الأمر الذي جعل المصلين يعمدون إلى إحضار سجادات صغيرة للاستعانة بها أثناء السجود، ورغم مبادرة بعض المحسنين بتنظيف زرابي المسجد، فإن هاته المبادرة لم تبلغ الأهداف المتوخاة منها، إذ مازالت البقع السوداء بادية على مجمل الأفرشة، نتيجة كثرة استعمالها لسنوات خلت دون أن يتم استبدالها. وقالت متتبعون للشأن المحلي، إن الوضعية المزرية التي وصل إليها المسجد الكبير تدعو إلى الشفقة، في ظل لامبالاة مندوبية الشؤون الدينية بتارودانت التي لم تول المسجد العناية اللائقة به ووضعه الاعتباري كأول مسجد تراثي وتاريخي بالمدينة، بالنظر إلى رمزية تدشينه من طرف الملك الراحل محمد الخامس أثناء زيارته للمدينة نهاية عقد الخمسينيات، كما تشهد بذلك اللوحة التذكارية المعلقة ببوابة المسجد الرئيسية. وأضاف هؤلاء أن المسجد الأعظم يعد من بين أغنى المساجد بالإقليم من حيث مداخيله المالية التي تذهب إلى خزينة الأوقاف، لتوفره على مجموعة من المرافق والمحلات التجارية التي تحيط بالمسجد، غير أن حال الأفرشة المتسخة يتناقض وحجم مكانته المادية والمعنوية. وما زاد الطين بلة، يقول هؤلاء، هو تجاهل المحسنين من ضمنهم برلمانيون أثرياء بالمنطقة، لعدم إيلائهم العناية اللائقة للمسجد المذكور، من خلال المساهمة في تجديد أفرشته، في وقت يتهافت هؤلاء على المساهمة في بعض الأنشطة والحفلات التي تزيد في تلميع صورة هؤلاء، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. يشار إلى أن اللجنة المكلفة بتسيير أمور المسجد كانت تنتظر بفارغ الصبر التفاتة من مندوبية الأوقاف خلال هاته المناسبة الدينية، قصد بعث أفرشة جديدة تليق ومستوى هذا المسجد الذي يتضاعف مرتادوه خلال هذا الشهر الفضيل، غير أن لاشيء تحقق رغم علم الجهات المسؤولة بوضعية المسجد وحاجته إلى أفرشة جديدة. هذا، وقد كانت «المساء» قد اتصلت في وقت سابق بمندوب الشؤون الدينية بتارودانت، لأخذ وجهة نظره في الموضوع، حيث أفاد هذا الأخير بأن اللجنة المحلية للمسجد هي التي تقوم بمهام تدبير شؤون المسجد، بما فيها تنظيف أفرشة المسجد، وقال المصدر نفسه إن الإمكانيات محدودة في هذا المجال، ذلك أن أغلب مساجد الإقليم تحتاج إلى أفرشة جديدة، غير أنه، يضيف المتحدث، تم إدراج مجموعة من المساجد للاستفادة من دفعات الأفرشة في حال استقدامها من الوزراة المعنية، حيث تم تصنيف المسجد الأعظم بأولاد تايمة ضمن خانة المساجد ذات الأولوية في هذا الصدد.