تتوالى الضربات الموجعة التي يتلقاها حزب الأصالة والمعاصرة منذ أشهر عديدة، سواء من طرف الخصوم السياسيين المطالبين بحله أو من خلال العديد من الشعارات المرفوعة خلال مسيرات ووقفات حركة 20 فبراير، المطالبة برحيل رموزه عن المشهد السياسي المغربي، ما يضع مسؤوليه في مواجهة جبهات كثيرة مفتوحة تستلزم من القائمين عليه جهودا مضنية للتخفيف من وقعها على تماسك الحزب وتفادي التصدعات التي تهدده في عدد من الأقاليم. ويجد الحزب نفسه، منذ مدة، مضطرا لمواجهة تداعيات جبهة أخرى تزيد متاعبه ولها تأثيرات سلبية على صورته لدى مناضليه ولدى الرأي العام، ويتعلق الأمر بالمواقع الاجتماعية، مثل «فايسبوك» و«تويتر»، فضلا على العديد من المدونات الشخصية التي يديرها معارضون لتوجهات الحزب و«قيّمه». وقد فرضت هذه «الجبهة» الجديدة المفتوحة على الأمانة العامة للحزب أن تتحرك لاحتواء تأثيراتها، وكرد فعل على ما تصفه بحملة تستهدف الحزب ومبادئه ومشروعه، أصدرت الأمانة العامة للحزب بلاغا تشير فيه إلى أنها «تتابع بقلق كبير تزايد حالات توظيف هوية الحزب ورمزه على صفحات «فايسبوك» والأنترنت ونشرها أحيانا أحكاما تسيء، في حالات عديدة، إلى الحزب ومبادئه ومشروعه وبعض مناضليه». وأكدت الأمانة العامة، في البلاغ ذاته، «أن موقع الحزب على الانترنت هو المنبر الإلكتروني الوحيد المعبر عن المواقف الرسمية لحزب الأصالة والمعاصرة»، لتضيف أنها «تعتبر هذا الأخير غير معني وغير مسؤول عما يُنشَر خارج موقعه الإلكتروني وخارج تصريحات مسؤوليه المعتمدين». وارتباطا بالموضوع، يجري المكتب الوطني للحزب تحقيقا للوقوف على حقيقة الأمر، وهدد بملاحقة من يثبت تورطهم في الحملة «الممنهجة» التي تستهدفه، وقال بلاغ الأمانة العامة إن «المكتب الوطني يجري تحريا في الموضوع للوقوف على حقيقة الأمر ومعرفة مدبّريه، ويعتبر الأمر مجرد محاولة يائسة لنسف الحزب من داخله، بعد فشل المحاولات اليائسة للنيل منه من خارج صفوفه، وإنه لن يتردد في اتخاذ الإجراءات المناسبة عندما تتجلى حقيقة الأمر». ويحبل موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بالعديد من الصفحات المنسوبة إلى رموز قيادية لحزب الأصالة والمعاصرة، فضلا على صفحات أخرى تُنسَب إلى فروعه في عدد من المدن المغربية، ويصعب التحقق من مدى ارتباط القائمين عليها بالحزب، ومما إذا كان الأمر يتم بشكل مخطَّط له، ويكفي مثلا أن تتم كتابة اسم مؤسسه فؤاد عالي الهمة ليحيل محرك البحث الخاص بالموقع على العشرات من الصفحات المنسوبة إليه، والأمر ذاته يسري على باقي قياديي «البام». ولم يتسن ل«المساء» الحصول على توضيحات أوفى حول الموضوع من صلاح الوديع، الناطق ارسمي باسم الحزب، الذي ظل هاتفه يرن دون مجيب، وخاصة ما يتعلق بوجود شكوك حول جهة معينة لم يشر إليها البلاغ بالاسم، أو ما إذا كان التحقيق الذي باشره المكتب الوطني سيشمل تنظيماته الداخلية، والوسائل التي سيتم اعتمادها لكشف مصدر هذه الصفحات على «فايسبوك» ومن يقفون وراءها.