رغم أن وزير الداخلية شكيب بنموسى أعلن، قبل حوالي أربعة أشهر، الحرب على ظاهرة «الشيشة» التي تفاقمت مؤخرا بمختلف المدن المغربية، إلا أنها ما تزال سائرة في الانتشار أمام تكاثر متعاطيها من كل الفئات العمرية، وفي ظل الفراغ القانوني الذي لا ينص على عقوبات زجرية، تحد من استمرار استفحال هذه الظاهرة. بمدينة الدارالبيضاء وحدها توجد حوالي 500 مقهى تقدم «الشيشة» لزبائنها، حسب مسؤول بمجلس مدينة الدارالبيضاء، الذي أكد أن النصيب الأكبر من هذا العدد يتوزع بين أحياء المعاريف وأنفا وسيدي عثمان. وأرجع مصطفى رهين، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء ورئيس لجنة الشؤون الثقافية بذات المدينة، انتشار المقاهي الخاصة بتقديم «الشيشة» إلى وجود «تواطؤ» بين بعض المسؤولين المحليين والإقليميين مع أرباب هذه المقاهي، حيث «يتلقون هدايا وإتاوات مقابل غض الطرف عنهم أو إعلامهم بموعد كل حملة تمشيطية تشنها سلطات الأمن على هذه المقاهي». وقال رهين، في تصريح ل«المساء»، إن السلطات المحلية تملك حق سحب الترخيص للمقاهي التي تخالف القانون ودفاتر تحملاتها بتقديم «الشيشة» لزبائنها، وذلك لمدد تتراوح ما بين شهر واحد و3 أشهر كإجراء أولي، في حين يكون قرار الإغلاق نهائيا في حالة التمادي في المخالفة. بينما أشار مصدر قانوني إلى أن العقوبة تتحول إلى حبسية، حين يضبط قاصرون يتعاطون «الشيشة»، أو حين مزجها بمادة مخدرة، إذ تتراوح العقوبة بين 5 و10 سنوات سجنا، كما أن ضبط فتيات وفتيان في تلك المقاهي يمكن من إحالة صاحبها على القضاء بتهمة إعداد فضاء للدعارة. وأشار رهين إلى أن الجهود التي تبذلها السلطات لمحاربة «الشيشة» لا تساعد على تقليص حجم الظاهرة، موضحا أن الحملات التي تشنها سلطات الأمن بين الفينة والأخرى، بمداهمة المقاهي وحجز قنينات «الشيشة» بها وتغريم أصحابها بغرامة لا تتجاوز 50 درهما، لا تكفي لردع هؤلاء عن العودة إلى عرضها على زبنائهم. غير أن الخطير في هذه الظاهرة، يضيف نفس المتحدث، كون بعض مقاهي «الشيشة» تحولت في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه «كباريهات» ونوادٍ ليلية تستقطب بأضوائها الخافتة وأجوائها الصاخبة فتيات وفتيان قاصرين يتم استدراجهم بسهولة من طرف شبكات الدعارة والفساد. وعزا المصدر ذاته سبب إقبال نسبة كبيرة من التلاميذ القاصرين -بالدارالبيضاء- على تعاطي «الشيشة» إلى كون هذه الفئة مستهدفة عن قصد، معللا ذلك بتمركز 65% من هذه المقاهي بالقرب من ثانويات وإعداديات المدينة. ودعا رهين إلى تفعيل مذكرة وزير الداخلية القاضية بمنع تدخين «الشيشة» في الأماكن العمومية، مشيرا إلى كون هذه الظاهرة تشكل مدخلا إلى عالم الانحراف بالنسبة إلى العديد من متعاطيها، خاصة أولئك الذين يستبدلون «المعسل» بمواد أخرى أكثر تخديرا كالحشيش، ويستبدلون مياه «الشيشة» بالكحول. وحول المخاطر التي تتولد عن تعاطي «الشيشة»، كشف تقرير سابق لمندوبية وزارة الصحة أن «تدخين «الشيشة» آفة تلحق الضرر بالمستهلك والمجاورين له، ودخانها من ملوثات الهواء». وأوضح أن تدخين «شيشة» واحدة يعادل تدخين ما بين 20 و30 سيجارة، على اعتبار أن احتراق المواد المستعملة في الأولى يستغرق وقتا أطول من احتراق تلك الموجودة في السيجارة، مما تنتج عنه مواد سامة منها قطران الفحم الحجري (الغودرون) ومونوكسيد الكاربون. أهم أضرار «الشيشة» < تسبب انتفاخ الرئة (الإنفزيما) والالتهاب الشعبي المزمن. < تؤدي إلى حدوث سرطانات الرئة والفم والمرئ والمعدة. < تولد ارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم. < تقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما. < تتسبب في نقص الخصوبة عند الذكور والإناث. < تنقص وزن الجنين عند الحامل. < تلويث الهواء وانبعاث الروائح الكريهة مع النفس ومن الثياب < من التأثيرات الأخرى أيضا الصوت واحتقان العينين، وظهور تجاعيد الجلد والوجه خصوصا في وقت مبكر.