اعتبر شكيب بنموسى، وزير الداخلية، أن اتخاذ السلطات المحلية لقرارات منع تقديم مادة الشيشا لرواد المقاهي كان ضروريا، نظرا لما تمت ملاحظته من اقتران استهلاك هذه المادة في غالب الأحيان بتصرفات تمس بالأخلاق العامة، قائلا ، في جواب موحد على سؤالين شفويان بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء 3 يونيو 2008 تقدما به كل من لفريق الإستقلالي والفريق الحركي حول تفشي ظاهرة مقاهي الشيشة والكولفازير والعلب الليلية ببلادنا، في انتظار تعزيز الترسانة القانونية بنص قانوني يمنع التدخين في الأماكن العامة بما في ذلك المقاهي فإن السلطات المحلية سعيا وراء محاربة انتشار عادة استهلاك الشيشة الغريبة عن تقاليد مجتمعنا لجأت إلى إصدار قرارات عاملية تقضي بمنع تقديم الشيشة للزبناء في المقاهي. وبخصوص جهود الداخلية في محاربة الشيشة، أبرز بنموسى، أن المعطيات المتوفرة، تبين أن المصالح الأمنية بالدار البيضاء مثلا قامت خلال سنة 2007 بتقديم 79 شخصا للعدالة و176 شخصا خلال الفترة الممتدة من بداية السنة الجارية إلى متم شهر أبريل الماضي، بتهم ترتبط بترويج واستهلاك تبغ الشيشة بالتقسيط في الأماكن العمومية، وتهم أيضا تهما تتعلق بتسهيل وتشجيع البغاء وتحريض قاصرات على ممارسته والتحريض على الفساد والوساطة في البغاء واستهلاك المخدرات. وأضاف بنموسى، أن المصالح الأمنية تحرص بلا هوادة على ردع كل الجرائم والمخالفات المرتكبة سواء داخل أو بالقرب من محلات الألعاب الإلكترونية والكولفازور، مبينا أن المصالح المختصة كلما توصلت بشكاية من طرف السكان بوجود إخلال في بعض هذه المحلات فإنها تقوم بإجراء بحث في الموضوع، وإذا ما ثبت هذا الإخلال فإنها تلجأ إلى سحب الرخص من أصحابها كتدبير تقتضيه المحافظة على النظام العام. وأشار وزير الداخلية إلى أنه من خلال المعطيات الإحصائية المتوفرة، يتبين أن ظاهرة تدخين الشيشة في الأماكن العمومية وانتشار بعض مظاهر الانحراف ببعض محلات التسلية لم يبلغ مستوى الاستفحال وأن معالجتها ممكنة إذا ما تضافرت جهود كل الأطراف المعنية. ومن جهته طالب تطرق مستشار برلماني، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية أول أمس بمجلس المستشارين، إلى أن مقاهي الشيشة لم تعد تقتصر على تدخين هذه المادة، بل تعدى ذلك إلى المخدرات وهو ما يشكل خطرا على الناشئة. ومن جانبه اعتبر مستشار برلماني، عن الفريق الحركي في سؤال حول تفشي ظاهرة مقاهي الشيشة والكولفازير والعلب الليلية، أن انتشار مقاهي الشيشة والكولفازير في مختلف القرى والمدن تسجل استعمال هذه المقاهي للمخدرات وأقراص الهلوسة تمس بالقيم الأصيلة للمجتمع المغربي. وأشار المتحدث نفسه إلى أن الملاهي الليلية تساهم في انحراف الشباب. ودعا المتدخلان وزارة الداخلية إلى تكثيف الجهود من أجل حماية المواطنين من هذه الظواهر عبر تشديد القوانين.