يتوقع عضو من الفيدرالية المهنية للحوم الحمراء أن تواصل أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعها في المغرب إلى ما بعد رمضان، خاصة في ظل عدم كفاية العرض من الذبائح، غير أن البعض يعتبر أن ارتفاع الأسعار سوف لن يطول أبعد من شهر رمضان الذي يزيد فيه الطلب. وسجلت أسعار اللحوم الحمراء في الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرا، حيث تراوحت بين 5و 10 دراهم بالنسبة للحم البقر الذي يكثر عليه الاستهلاك في المغرب، لتقفز في الدارالبيضاء إلى 80 درهما و تصل في البوادي إلى 70 درهما. البعض يرد ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب في شهري يوليوز وغشت، الذي يتزامن مع شهر رمضان الذي يرتفع فيه استهلاك اللحوم الحمراء بشكل كبير، كما جميع مواد الاستهلاك الأخرى. ويشير مصدر من إحدى شركات تحويل اللحوم بالمغرب إلى أنها تجد صعوبات كبيرة للوفاء بما التزمت به تجاه أحد المتاجر الكبرى، حيث كان يفترض أن تزودها باللحم المفروم طيلة شهر رمضان بكميات محددة سلفا و بأسعار مخفضة مقارنة بتلك المعمول بها في السوق، غير أنها بسبب عدم توفر ما يكفي من العجول التي تخول توفير اللحم المفروم، صعبت عليها الاستجابة بشكل طبيعي للطلب الذي تعبر عنه تلك المتاجر. غير أن عبد الإله رامو، عضو الفيدرالية المهنية للحوم الحمراء، مع إقراره بدور الطلب في ارتفاع الأسعار، إلا أنه يؤكد أن ثمة عاملا آخر حاسما ساهم في المستوى الذي بلغته الأسعار، والذي يتمثل في ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الدولية، علما أن المغرب يشتري أغلبها من الخارج. و تجلت أهمية الأعلاف في سلسلة اللحوم الحمراء، في الجمع العام الأخير للفيدرالية المهنية للحوم الحمراء، حيث انضم المتدخلون في توفير الأعلاف إلى تلك الفيدرالية، وهو ما يؤشر على سعي منهم إلى التوفر على إطار يمكنهم من مطالبة السلطات العمومية بتقديم الدعم لهم، حتى يتأتى لهم تمكين القطاع من الأعلاف في ظل الأسعار الدولية الحالية، و التي يرتقب أن ترتفع بعد الجفاف الذي أصاب بعض البلدان التي تنتج مدخلات تلك الأعلاف في العالم. يشار إلى أن المغرب يتطلع إلى رفع إنتاج اللحوم من 386 ألف طن في السنة إلى 450 ألف طن في أفق 2014. ذلك ما يرمي إليه العقد البرنامج الذي أبرمته الحكومة مع الفيدرالية المهنية لمنتجي اللحوم الحمراء في سنة 2009، حيث يهدف إلى رفع رقم معاملات القطاع من 20 مليار درهم في 2008 إلى 30 مليار درهم في السنة التي ستشهد نهاية العقد الذي يروم رفع الاستهلاك الفردي للحوم الحمراء من 11.7 كيلوغراما إلى 13.4 كيلوغراما، علما أن بلدا مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية يستهلك فيه الفرد حوالي 20 كيلوغراما، غير أن نائب رئيس الفيدرالية، علي رامو، يشير إلى أن الأرقام حول الاستهلاك في المغرب غير دقيقة لأنها لا تدمج مساهمة الذبيحة السرية التي تصل في مدينة مثل الدارالبيضاء إلى 80 في المائة.