شهد الطريق الرابط بين مدينتي وجدةوالعيونالشرقية، أول أمس الاثنين، حادثين منفصلين من حيث وقائعهما مرتبطين في ما يتعلق بتهريب المحروقات من الجزائر إلى المغرب؛ وذلك عندما دخل مهربون للبنزين في اشتباك بالأسلحة البيضاء (سيوف). وكان مهربون منحدرون من مدن وجدةوجرسيفوالعيونالشرقية قد دخلوا في خلاف وملاسنات انتهت بإشهار السيوف والدخول في مواجهة دامية. ولم تقف «حرب» المهربين عند حدود تبادل الضرب والجرح، بل إن مهربي وجدة لجؤوH إلى اعتراض شخصين آخرين بمنطقة العونية والراموس الحدوديتين، حيث أرغموهما، تحت التهديد بالسيوف، على ترك سيارتيهما («المقاتلة»، كما يسمونها) بحمولتهما والفرار بجلدهما. ولم يسترجع المهربان، من مدينة العيونالشرقية، سيارتيهما إلا بعد وساطة مهربين آخرين اقترحوا على صاحبي السيارتين دفع مبلغ 7000 درهم كفدية للخاطفين. وقالت مصادر «المساء» إن مهربي مدينة جرسيف هم الذين بدؤوا قبل أيام عملية اعتراض سبيل المهربين الوجديين وإرغامهم على ترك سياراتهم «المقاتلة» الشيء الذي حذا بهؤلاء إلى ترك التهريب والتربص بمهربي جرسيفوالعيون لسلبهم سياراتهم وموادهم المهربة. وتعود أسباب هذه المواجهة المتكررة بين مهربي المحروقات، حسب ما أفاد به مصدر مطلع، إلى تضايق مهربي مدينة العيونالشرقيةوجرسيف من المهربين الكبار المنحدرين من وجدة، الذين أصبحوا يدخلون إلى المناطق التي كان مهربو العيونالشرقيةوجرسيف يوزعون فيها ويعتبرونها حكرا عليهم. وكانت سيارة محملة بالبنزين قد انقلبت قرب قنطرة العيون، يوم الخميس الماضي، كما استطاعت عناصر الدرك الملكي بمدينة العيونالشرقية، خلال الأسبوع المنصرم، محاصرة سيارتين لتهريب المحروقات، استطاع سائق إحداها الهرب تاركا سيارته. وتتسبب «المقاتلات» سنويا في حوادث سير قاتلة لمستعملي الطرق الجانبية، التي يلجأ إليها سائقو هذا النوع من السيارات التي لا تحمل لوحات الترقيم، كما تكون السيارة بدون كراسي، ليتمكن المهربون من شحنها بأكبر قدر من براميل المحروقات.