سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بصير: «فرض علي فريق الهلال اقتطاع نسبة 60 في المائة من راتبي الشهري إن تأخرت في العودة إليه بعد كل مشاركة لي مع الأسود» كان الملك الراحل الحسن الثاني وراء خروجي من السعودية والانتقال إلى إسبانيا
ينسل من بين الأرجل ويسجل في مساحة خرم إبرة.. صلاح الدين بصير، اللاعب الذي صنع بالأهداف فرحة كل المغاربة. هتف باسمه الجمهور كثيرا.. نظموا له أغنية تشجيع خاصة.. كان اللاعب قد كسب شعبيته مع فريق «الرجاء»، كان هدّافَها المطلق.. وعندما كبر طموحه، التحق بفريق «الهلال»، السعودي ثم ب«مايوركا»، الإسباني، و«ليل»، الفرنسي، ف»سالونيك»، اليوناني.. كانت التجربة الاحترافية رائعة بكل المواصفات وكان اللاعب يترجم ثقة الأندية التي جاءته، يوما، تطلب وده بالعطاء.. كان يخلق الاستثناء وحده، يصنع الحدث ويحول كل الأشياء من حوله إلى زوايا فرح.. ومعه عبَر المنتخب المغربي إلى المونديال.. كان ورقة هنري ميشال الرابحة، ففي فرنسا سنة 1998، كان الحلم كبيرا، وكان بصير يرسم بالقدم أحلى لحظات القدر... «المساء» تفتح ذاكرة صلاح الدين بصير.. تدعوكم إلى التعرف على تفاصيل أخرى من حياة لاعب كبير، صنع جزءا من مجد الكرة المغربية. مع الهلال السعودي قبل أن تنتهي الدورة العربية، اتصل ببصير فريقا «الأهلي» و«الزمالك» المصريان، وقدّما له عرضا للانضمام إلى صفوفهما. كان التنافس قويا بين الفريقين، وقد عرض عليه كل فريق مبلغ 150 ألف دولار، لكن فريق الهلال السعودي دخل معهما على الخط وقدم للاعب مبلغ 350 ألف دولار. وبحكم أن اللاعب كان مرتبطا بدفع المبلغ المتبقي من ثمن الشقة التي اقتناها في الدارالبيضاء ووعده رئيس الفريق آنذاك، غلام، بالسماح له بمغادرة الفريق إذا تقدم له أي فريق آخر بعرض احترافي يخدم مصالح اللاعب. يختصر بصير حكاية التفاوض مع الفريق السعودي.. «لم يكن مسموحا لي برفض عرض كهذا حتى وإن تعلق الأمر بفريق سعودي. قررتُ أن أمضي سنتين مع فريق الهلال، وبعدها أحول وجهتي نحو أوربا. بعد هذا العرض، بحثت عن الرئيس وأحطْتُه بالموضوع. كان ذلك قبل نصف نهاية البطولة العربية، وأحسست من خلال حديثي مع المكتب المسير للرجاء أنهم لا يرغبون في تسريحي. كان غضبي كبيرا. فانزويتُ في ركن من حجرتي في الفندق. عدت بعد ذلك عند رئيس الفريق وأخبرته أن يفي بوعده، وفي مباراة النصف، سجلتُ ثلاثة أهداف زادت من تنافس الأندية المصرية على ضمي إليها. قررتُ أن أثريت في إعطاء موافقتي. وحدث بعد مباراة النهاية، التي تُوجت بفضلها كأحسن لاعب في الدورة، أن اتصل بي صالح النعيمة ونقل إلي رغبة فريق «الهلال» السعودي في ضمي إلى صفوفه، وهي نفس رغبة مدرب الفريق ورئيسه، فرحبت بالفكرة وأخبرته بالمبلغ المتفق عليه بيننا، فقال لي إن الهلال يعرض عليك مبلغ 350 ألف دولار وستة آلاف دولار كراتب شهري، ومستعد لمناقشتك في باقي التفاصيل. هنا أحسست أن الأمور قد بدأت تأخذ منعرجا آخر. تحدثتُ مع المدرب. كنت أفكر في تحسين وضعيتي المادية، حتى وإن كنت أعيش داخل وسط عائلي متوسط الحال، ولله الحمد، فأعطيتُ موافقتي للأمير، وطلبت من بعض أعضاء المكتب المسير للرجاء، والذين كانوا حاضرين في القاهرة، مرافقتي إلى الفندق لمقابلة الأمير السعودي، الذي كان يشرف حينها على تسيير الفريق. وبعد مفاوضات كثيرة، وقعتُ عقد الاتفاق الأولي مع رئيس الهلال في ورقة خاصة بالفندق.. على أن يتم توقيع العقد النهائي في ما بعدُ. حصلت على مبلغ 200 ألف دولار و150 ألف دولار للرجاء». بعد أن وقع لفريق الهلال السعودي وحصل على مبلغ 100 ألف دولار، أكمل بصير ثمن الشقة التي اشتراها في البيضاء، وسافر إلى السعودية ليلعب مع فريقه الجديد، فاز معه بكأس آسيا، في حين فاز الأهلي بلقب الدوري وبكأس الملك، الفريق الذي كان يلعب له آنذاك اللاعب كماتشو والبهجة، وعانى كثيرا داخل الفريق من مسألة التحاقه بالمنتخب المغربي، إذ لا يمكنك أن تغادر البلاد دون تأشيرة المغادرة من طرف رئيس الفريق، وكان يحدث أن يكون الرئيس خارج البلاد، وهو ما يتطلب من اللاعب انتظار التأشيرة وقتا آخر، وقد تم فرض شرط اقتطاع نسبة 60 في المائة من أجره الشهري إن تأخر في العودة إلى السعودية بعد مشاركته مع المنتخب، فوقع على الورقة لكي يحضر مباراة المغرب. كانت، فعلا، معاناة كثيرة تسبق كل مشاركة له مع المنتخب المغربي في أحد البلدان الإفريقية. وبعد سنة فقط، جاء عرض «ديبورتيفو لا كورونيا»، فكان الانتقال إلى إسبانيا. «تابعني فريق «ديبورتيفو لاكورونيا» في مباراتنا ضد المنتخب المصري وعرض علي الالتحاق بالفريق، وكان أخي، الأستاذ في مادة الفيزياء، هو من ناقش مع المسؤولين كل بنود العقد المبرم بيننا، فكان الالتحاق بفريق «ديبورتيفو لا كورونيا» في عقد مدته أربع سنوات». تدخل ملكي لكي يلتحق بصير بالفريق الإسباني، تطلب منه الأمر التخلي عن مبلغ 100 ألف دولار، خاصة أنه لم يكمل عامه الثاني مع الفريق السعودي ولم يرغب الرئيس في التخلي عن خدماته، حيث رفض رئيس النادي السعودي مبلغ 900 مليون سنتيم وتأزم الوضع جدا وكاد يقضي على أحلام انتقاله إلى فريق «ديبورتيفو لا كورونيا». «حدث يوما أن استقبل الملك الراحل الحسن الثاني لاعبي المنتخب الوطني وسألهم عني، فأخبروه أن الفريق السعودي يمنعني من الحضور إلى المغرب، فأعطى تعليماته للجنرال حسني بنسليمان لكي تتم تسوية هذا الموضوع بشكل نهائي، بعد ذلك، وجدتُ رئيس الفريق يصرّح لي بالانتقال إلى إسبانيا في الوقت الذي أريد»... بعد أن وصل إلى حل توافقي مع فريق الهلال السعودي، التحق بصير بفريق ديبورتيفو لا كورونيا، وكانت بداية حكاية أخرى في مسار بصير الاحترافي.