مع غيرتس بدأنا من الصفر والقادم أحلى اللعب في الليغا حلمي وصلاح الدين بصير قدوتي لن نتنازل عن الفوز بصحراء الثعالب الرسمية أولويتي وغيرتس من شجعني على اختيار الأسود أنا رجاوي حتى النخاع هو واحد من صناع الفرجة في بلاد الأنوار، هداف بالفطرة ومراوغ فنان قهر الكبار تدرج في صمت نحو النجومية وآمن بإمكانياته ولزم الجدية والصبر حتى أضحى هدفا للبطولة الفرنسية تحدثت عنه الصحف الفرنسية كثيرا وهو المبتدئ ضمن قسم المحترفين، رسم البسمة على محيى الصغار والكبار وجعل من التواضع والعمل شعارا للنجاح وقنديلا ينير به طريقا ملأى بالأشواك والأخطار.. في هذا الحوار الشيق فتح لنا الواعد يوسف العربي قلبه للحديث عن مواضيع عدة انطلاقا من ناديه مرورا بسر تفوقه وانتهاء بالفريق الوطني وأحلامه المستقبلية. - أهلا بك يوسف «أهلا بك وبالجمهور المغربي» - بداية دعنا نتحدث معك عن فريقك كاين، ما هو تقييمك لأداء المجموعة إلى غاية هذه الدورة؟ «أداء متناقد ومتباين، فقد حققنا بداية كبيرة وجد موفقة ونحن الصاعدين للدرجة الأولى، فزنا بالعديد من المباريات المتتالية وأسقطنا فرقا كبيرة بميدانها سلطت علينا الأضواء أكثر من مرة وأصبحنا مصدر قلق على مجموعة من الأندية، لكن للأسف تراجعنا للوراء وفقدنا الثقة والتركيز وخسرنا عدة مباريات، حيث نواجه مجموعة من الصعوبات سواء داخل الميدان أو خارجه والنتيجة تمركزنا في المراتب الأخيرة» - ماهي أسباب هذا التراجع؟ «عوامل متعددة منها ما هو نفساني بالخصوص ومنها ما هو تقني، فقدنا الثقة بالنفس ولم يعد هناك انسجام كبير بين اللاعبين، نرتكب أخطاء كثيرة نؤدي ثمنها غاليا وعلى الفور، إضافة إلى نقص الخبرة والتجربة لدى الفريق بقسم الكبار، فنحن لا نتدرج ضمن الأندية الكبيرة وفريقنا شاب بإمكانيات محدودة للأسف لم نستطع الحفاظ على الإيقاع الذي بدأنا به الموسم نعاني من غياب النتائج». - هل ترى معي أن فريقك غير مؤهل للعب بالقسم الممتاز وبالتالي ليس له مستوى القسم الممتاز؟ «لا ليس الأمر كذلك، كما قلت لك نمتلك مجموعة شابة بطموح وإمكانيات تقنية عالية وخير دليل على ما أقول فوزنا على أندية كبيرة بالقسم الممتاز كمارسيليا وليون وليل وباري سان جيرمان الفوز على هذه الفرق ليس سهلا، كل ما في الأمر أننا نؤدي ثمن أخطائنا والمدرب يغير خططه في كل مباراة.. يغيب عنا الإستقرار حاليا وأتمنى أن نخرج سريعا من هذا النفق المظلم المؤدي إلى الدرجة الثانية». - على المستوى الشخصي أنت تسير عكس مسار فريقك، تبصم على حضور لافت كهداف متألق بعطاء سخي؟ «الحمد لله فقد حققت بداية موسم أكثر من رائعة وصرت هدافا لفرنسا في موسمي الأول ضمن الكبار، أثق في نفسي وأعرف إمكانياتي جيدا ولا أخاف أمام المرمى، أعشق المواجهات الثنائية أمام المدافعين وهزم الحراس، لكن في العديد من المباريات أسجل وننهزم وأحزن رغم تهديفي الأهداف لا تكفي وحدها للإنتصار ويجب الحفاظ على التماسك وقوة الخطوط، والأداء العاصي للفريق هو من يتحكم في نتيجة المقابلة وليس الأداء الفردي». - أنت دائم الرسمية وبرصيد تهديفي جيد إلى غاية اللحظة، ما السر في ذلك؟ «أحب كرة القدم وألعب من أجل الإمتاع والإستمتاع ألعب كما أريد وكما تعودت فعله بكل انضباط وجدية سلاحي المراوغة والتسجيل مهما كانت قوة الخصم أحترم مهنتي ودوري داخل الميدان وخارجه». - هل كنت تتوقع هذا التوهج وتصدرك ترتيب الهدافين؟ «صراحة لا، لا ألعب لوحدي داخل الميدان، وما أقدمه جاء بمساهمة جميع مكونات الفريق، قضيت موسما جيدا بالدرجة الثانية وعند تحقيق الصعود وعدت نفسي بمضاعفة الجهد والظهور بصورة مشرفة وإظهار إمكانياتي الحقيقية، الحمد لله وجدت الدعم الكافي وكسبت ثقة المسؤولين والجماهير وأصبح إسمي متداولا بعدما كنت مجهولا». - وقعت أهدافا جميلة وعلى فرق كبيرة، كيف كان شعورك وأنت تسجل بفيلودروم وحديقة الأمراء؟ «حلم تحقق فعلا، كان أمرا لا يصدق عندما سجلت على مارسيليا بالفيلودروم هنا بفرنسا، أي طفل يحلم بدخول هذه المعلمة فبالأحرى اللعب والتسجيل، كان شعورا مليئا بالسعادة والفخر، دونت إسمي وزرت شباك كبرى الملاعب الفرنسية، الحمد لله أنا جد سعيد». - لكنك غبت عن التهديف لمدة طويلة وتخليت عن صدارة ترتيب الهدافين ما السبب؟ «تأثرت نفسانيا بوضعية الفريق وفقدت شيئا ما الثقة بالنفس، عندما يواجه النادي صعوبات في فرض أسلوب لعبه وخلق فرص التسجيل فأنت تتأثر أوتوماتيكيا، نمر بمرحلة صعبة وطويلة نسعى جاهدين لتجاوزها خلال اللقاءات القادمة، لم يعد مسمرحا لنا بالخطأ والنقاط صارت ثمينة، سنعمل جاهدين للحفاظ على مكانتنا ضمن الكبار». - على ذكر صراع أسفل الترتيب واجهتم فريق لانس مؤخرا في قمة المعذبين وظهرتم بمستوى باهت؟ «نعم كنا سيئين ضغطوا علينا بشدة وتمكنوا من التسجيل من جهتنا لم نستغل الفرص التي أتيحت لنا وسقطنا بالضربة القاضية كنا نستحق الهزيمة، وبهذه المناسبة أهنئ صديقي هرماش على الفوز وحظ موفق لنا في باقي المباريات». - هل تكلمت مع عادل بعد اللقاء؟ «نعم تحدثت إليه» - وماذا دار بينكم؟ «تكلمنا حول المباراة والوضعية الصعبة التي يعاني منها النادي وسبل الخروج منها، تحدثنا أيضا عن الفريق الوطني والمباراة الودية القادمة وكذا الديربي المغاربي الكبير في مارس القادم، عادل صديقي ونحن دائما على اتصال». - كثرت الأقاويل مؤخرا حول الأندية التي ترغب في جلب يوسف، لماذا رفضت جميع العروض؟ «كاين بيتي وفريقي الأم ولن أغادره قبل أن أطمئن عليه، قلت دائما أنني لا أسعى للمغادرة خلال الميركاتو الشتوي، سأكمل الموسم هنا وهدفي ترك النادي بالقسم الممتاز، بعد ذلك سأفكر في الوجهة القادمة والإنضمام إلى نادي كبير». - هل يمكن لك أن تقربنا من العروض التي توصلت بها؟ «أخبرني وكيل أعمالي أن مجموعة من الأندية بفرنسا وإنجلترا وإيطاليا مهتمة بي، آخر عرض توصلنا به كان من طرف بوردو الذي اتصل بإدارة النادي لكنها رفضته لنمسكها بي، من جهتي قلت لوكيل أعمالي أن يتركني أعمل بدون إزعاج أو ضغط إلى غاية نهاية الموسم، مهمتي تكمن داخل الميدان ولا أهتم بما يقع في الكواليس». - لكن أكيد أنك تطمح لمجاورة ناد أكبر وأعرق، ما هو الفريق أو البطولة التي تغريك للإنضمام إليها؟ «صحيح هذا طموح مشروع وإن شاء الله سأحقق ذلك قريبا، أرغب باللعب في الدوري الإسباني، إنها بطولة رائعة وممتعة وتغري اللاعبين، مستواها عال وتعتمد على التقنيات والفرجة وتضم أكبر وأجود اللاعبين في العالم، أتمنى أن ألعب بالليغا». - نتحول للفريق الوطني، كيف ترى الأجواء داخل المجموعة؟ «جيدة جدا، صراحة يسود جو احترافي بين اللاعبين والطاقم التقني وهناك انسجام وأخوة بين الجميع، غيرتس كانت له بصمة على المجموعة والكل فرح لقدومه خلال المعسكر الأخير بإيرلندا الشمالية، إنه مدرب كبير، يحب الإنضباط ويحفز اللاعبين ولا يتوانى في تقديم الدعم وتشجيعهم إنه من النوع الذي يركز على التقرب من لاعبيه وارستماع إليهم والتعامل معهم كأصدقاء، أحب هذا النوع من المدربين وهو بلا شك سيفيد كثيرا الفريق الوطني». - هذا يعني أن غيرتس هو المدرب الذي كان يبحث عنه الفريق الوطني؟ «نعم مدرب عالمي معروف على الساحة الدولية وله سمعة حسنة، يحب العمل ويتطلع دائما للألقاب وهذا مهم ، أعجبت بما فعله هنا بمارسيليا والكل يتحدث عنه، لقد ترك بصمة طيبة وهذل ما نأمل أن يقوم به معنا». - أصحيح هو من دفعك لاختيار اللعب مع الأسود؟ « (بعد صمت قليل)، كي أكون صادقا معك لقد ساهم في ذلك، قدومه لتدريب الأسود شجعني وحفزني وجعل قراري باختيار اللعب للمغرب سريعا، لقد حدثني وكلمني حول مشروعه وما ينوي القيام به مع المغرب وأحببت مخططه، لكن هذا واحد من الأسباب وليس السبب الرئيسي، أنا مغربي حتى النخاع ووالداي مغاربة ونتمسكن بالوطن إلى حد كبير، عشت في جو إسلامي بتقاليد وأعراف مغربية بالمهجر ولدي تربية المسلمين، أنا واحد من المغاربة الذين بكوا وخرجوا إلى الشارع هاتفين ومرددين الأهازيج والشعارات المغربية في مونديال فرنسا 1998 والإنجاز الإفريقي 2004، أعجبت كثيرًا بلاعبين أمثال شيبو، حجي، وبصير الذي أتمنى أن أسير على خطاه رفقة الأسود، لطالما حلمت بحمل القميص الوطني والحمد لله ها هو حلم الصغر قد تحقق». - كيف ترى المواجهة الودية القادمة أمام النيجر؟ «(مقاطعًا) ليبيا وليس النيجر». - لا، لقد اعتذر الليبيون وستواجهون النيجر كبديل؟ «أصحيح، شكرًا لم يخبرني أحد بهذا التغيير، وعلى العموم هي مباراة ودية سيجرب فيها الناخب الوطني عناصر جديدة وسيحاول خلق الإنسجام والبحث عن توليفة قادرة على حمل المشعل وقيادة الأسود نحو الإنتصارات وأولها المباراة الحاسمة في مارس أمام الجزائر». - على ذكر الجزائر، كيف تتوقع هذا الديربي الحارق؟ «إنها مباراة حاسمة للمنتخبين، الكل يتحدث عن هذا الديربي المغاربي الذي سيكون مليئا بالتشويق والندية، المنتخب الجزائري يمر بمرحلة فراغ وسيسعى لتجاوزها على حسابنا، من جهتنا سنستعد بكل إصرار وجدية لهذا الموعد ولن نتنازل عن الثلاث النقاط وسنعود بالفوز من قلب الجزائر إن شاء الله». - الضغط سيكون على الجزائريين، كيف ستتعاملون مع هذا المعطى؟ «ليس صحيح، خاطئ من يقول أن الخصم وحده من سيتحمل ثقل المباراة، سنتقاسم الضغط لأنه ديربي والفريقين لن يقبلا بالهزيمة، المقابلة جاءت في ظرفية صعبة للمضيف، مما سيصعب المأمورية بالنسبة إلينا، لكن لدي الثقة في اللاعبين والطاقم التقني لتحقيق نتيجة إيجابية وإسعاد الجمهور المغربي إن شاء الله». - هل ترى الديربي مفتاحًا للتأهل لنهائيات أمم إفريقيا 2012؟ «نعم إن فرنسا سنخطو خطوة كبيرة نحو التأهل والإنفراد بصدارة الترتيب». - هل لديك اتصال باللاعبين الجزائريين المزاولين بفرنسا؟ «نعم، أتواصل مع صديقي رياض بودبوز لاعب سوشو ونتحدث عن المباراة، كما أن لي اتصالات مع كريم زياني». - نعود للفريق الوطني، كيف ترى المنافسة على الرسمية في خط الهجوم إلى جانب لاعبين كالشماخ والحمداوي؟ «لا أخشى المنافسة وقد تعودت على ذلك بفريقي، صحيح لم ألعب كرسمي خلال المباريات الماضية، لكن مع غيرتس إنطلقنا من الصفر ولا مكان للعاطفة، والمؤهل نفسيا وبدنيا هو من يستحق اللعب، أنا مستعد وجاهز لإقناع المدرب وأسعى لكسب الرسمية رفقة الأسود». - الشماخ لا يلعب كرسمي بناديه والحمداوي غاب عن التنافسية لأزيد من شهرين، هل هذا يعني أنك حجزت تذكرة الرسمية مع الفريق الوطني؟ «أحترم كثيرا مروان والحمداوي ولا أفكر مطلقا بهذا التفكير، إنهما يلعبان بناديين كبيرين ولا مجال للمقارنة بين أرسنال وأجاكس وفريقي كاين، المستوى متباعد جدا واللعب كأساسي بهذه الأندية ليس بالأمر السهل، كل مدرب ونظرته للأشياء وأن تدخل كاحتياطي لا يعني أنك سيء». - من هم اللاعبين بالمنتخب الوطني المقربين من يوسف؟ «تجمعني صداقات وطيدة بلاعبين أمثال كريتيان بصير وحجي وهرماش والشماخ، ويظل أول شخص عرفته وصديقي الحميم هو المهدي بنعطية، إنه إنسان رائع ويحب الخير للجميع، سعدت كثيرا بانتقاله لإيطاليا وأتمنى له من كل قلبي مسيرة موفقة». - هل تشاهد البطولة الوطنية؟ «نعم، أشاهد بعض المباريات بالبيت». - ومن هو فريقك المفضل؟ «ديما ديما راجا، أعشق الرجاء منذ صغري». - والفريق الذي تسانده أوروبيا؟ «برشلونة، إنه فريق من كوكب آخر ولا أصدق ما يفعلونه داخل الميدان، كرة بسيطة وجميلة ومستوى عالٍ جدًا، مرّ لاعبون كبار بهذا النادي أمثال روماريو ورونالدو وريفالدو وحاليا جيل ذهبي بقيادة ميسي وكزافي وإنييسطا، إنه فريق مذهل». - هل تزور المغرب؟ «نعم وبشكل سنوي أزور مكناس وورزازات ومسقط رأسي قلعة مكونة خلال العطلة الصيفية، أنا دائم الإرتباط ببلادي». - كلمة أخيرة للجمهور المغربي؟ «تحية لكم للجمهور المغربي الرائع، أشكركم على التشجيع والمساندة وأطلب منكم المزيد من الدعم لبلوغ المتمنيات وإعادة التوهج والإنتصارات للأسود ورسم البسمة على محيى كل مغربي إشتاق للألقاب إن شاء الله». حاوره: