محمد أحداد اتهم حزب العدالة والتنمية بوزان عامل الإقليم محمد طلابي ب«تفويت أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لجمعيات محسوبة على البام». وأبرزت مجموعة من التقارير المعدة من طرف الحزب، والتي توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه «تم توظيف أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل سياسي سافر من أجل إعادة ترتيب المشهد السياسي داخل الإقليم، فقد تم تشكيل اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المقاس، وتم البت في الملفات بطريقة سياسوية ترمي إلى تمكين الجمعيات المحسوبة على الأصالة والمعاصرة، رغم أنها حديثة النشأة، بل إن هناك جمعيات تم قبول ملفاتها بالإجماع وأخرى وقعت عقد الشراكة، لكنها لم تستفد بدعوى نقص الموارد (جمعية الأنوار- جمعية الفقيه الرهوني – تعاونية جنان الريف...). وطبعا هذه الجمعيات هي التي ينشط فيها بعض أعضاء الحزب. كما تم خرق مساطر الإعلان عن تلقي المشاريع بشكل سافر ومتكرر، وتهميش اللجنة الإقليمية في المصادقة على المشاريع». وتتجلى استفادة الأصالة والمعاصرة، وفق تقارير العدالة والتنمية، في «عدم احترام مساطر تأسيس جمعيات مؤسسات الرعاية الاجتماعية، التابعة للتعاون الوطني، والعمل على تمكين «البام» من تسيير الجمعيات (جمعية دار الطالب بسيدي رضوان)، ثم ملف الخيرية الإسلامية بوزان كتجربة مضيئة بالمدينة يقوم فيها بعض أعضاء الحزب بصفتهم الجمعوية بتدبيرها رفقة فاعلين آخرين بألوان وانتماءات مختلفة، إلا أنه بعد اشتداد الحملة الممنهجة ضد الحزب ومناضليه عمد العامل وبعض منتسبي «البام» ورئيس الجمعية السابق الفاسد إلى جعلها محطة لتصفية حسابات شخصية سياسوية». واعتبر عبد الحليم علاوي، عضو حزب العدالة والتنمية بوزان، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن العامل الحالي «من رجالات السلطة المحسوبين على حزب البام»، مبرزا أن العامل المذكور من «الذين عينوا ضمن المجموعة الأخيرة التي تحكم فيها قياديو الأصالة والمعاصرة، فمنذ توليه مهامه على رأس الإقليم بتاريخ 6/3/2010 عمل بشكل مكشوف ومتواتر على محاصرة الحزب ومناضليه. وأضاف علاوي قائلا: «لقد تم الشروع في إنجاز الكثير من الأشغال قبل الإعلان عن فتح الأظرفة، وتنفيذ مشاريع أخرى من دون صفقات عمومية، كما حدث في إصلاح ساحة «الوزكاني» وتهيئة بعض المناطق الخضراء»، متهما العامل ب«استقدام مقاولين ينتمون إلى مدينته بغاية إنجاز تلك المشاريع». وفي رده على هذه الاتهامات، قال محمد غبان، الأمين العام المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة بوزان، في اتصال هاتفي أجرته معه «المساء» إن مثل هذه الاتهامات «تندرج ضمن صراع سياسي بين الحزبين على المستوى الإقليمي، والعدالة والتنمية اختار سياسة التصعيد، نظرا لأنهم أحسوا بانحسار قوتهم بالمدينة بعد أن أصبح حزبنا القوة السياسية رقم واحد بوزان»، مبرزا بأنه «لايمكن قراءة هذه الاتهامات إلا في سياق تحكم «البام» في 12 جماعة من أصل 16 جماعة بالإقليم، وبالتالي يبقى حزب العدالة والتنمية أكبر متضرر من ذلك». وفيما يرتبط باستفادة بعض الجمعيات المحسوبة على حزب الأصالة والمعاصرة من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أكد غبان أن«النسيج الجمعوي يستفيد بمختلف مشاربه السياسية من أموال التنمية البشرية، ومن ثم فإن الاتهامات الموجهة إلينا كلام عار من الإثبات، وهو من قبيل التسخينات السياسية المبكرة للبيجيدي»، مستغربا في الوقت نفسه «الصمت المطبق لحزب العدالة والتنمية عن خروقات رئيس المجلس الحضري السابق، ففي الوقت الذي طرح حزبنا سؤالا شفويا على وزير الداخلية في البرلمان، آثر الحزب الركون للصمت، ونحن في حزبنا لا نفهم هذه الازدواجية في الخطاب التي يتبعها خصومنا السياسيون».