سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شركة الطرق السيارة تستعين بالمتدربين دون أن تتوصل إلى حل مع مستخدمي مراكز الاستغلال في خطوة اعتبرها المضربون خرقا لمدونة الشغل وقرارا غير محسوب العواقب
أقدمت الشركة الوطنية للطرق السيارة على جلب مجموعة من المتدربين الجدد للعمل في مختلف مراكز الأداء، بسبب استمرار الاعتصام الذي يخوضه مستخدَمو الشركة المتعاقدون مع شركات المناولة، كخطوة اعتبرها المستخدمون «غير محسوبة العواقب»، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون من الشركة فتح حوار جدي معهم حول ملفهم المطلبي، الذي خاضوا من أجله اعتصاما ما زال مستمرا إلى حدود كتابة هذه الأسطر، قامت الشركة بإدخال متدربين جدد، ضدا عن مدونة الشغل، التي أكد الكاتب العام للنقابة الوطنية لمستخدمي مراكز الاستغلال، عبد اللطيف السطيح، أنها تمنع على المشغل إدخال متدربين أو مستخدمين جدد مكان المضربين. وأضاف السطيح، في تصريح ل«المساء»، أن قيام الشركة بهذا الإجراء جاء بعد الضغوطات التي عرفتها الطرق السيارة خلال الأسبوعين الماضيين بسبب الإضراب الذي خاضه المستخدمون دفاعا عن حقهم في الإدماج، ولأجل ذلك، فقد تم إرسال مجموعة من المعتصمين إلى مراكز تواجد هؤلاء المتدربين، كمركز بوزنيقة، لمنعهم من مباشرة عملهم مكانهم، كما ينص على ذلك القانون. وقد حاولت «المساء» الاتصال بالشركة لاستفسارها عن الوضع، لكن أحد المسؤولين رفض الإجابة، مكتفيا بالقول إنه ليس على دراية كافية بالملف. ويقول مراد الزربي، الكاتب العام الجهوي ل«تيط مليل» إن هؤلاء المتدربين الذين جلبتهم الشركة ليسوا متعاقدين مع شركات المناولة بل فقط في فترة تدريب، حيث تم جلب حوالي 22 متدربا إلى مركز «تيط مليل» وأكثر من 60 متدربا إلى بوزنيقة، كما أكد أن كلا من مندوب التشغيل والسلطات المحلية اعتبرت إقدام الشركة على هذا الإجراء خرقا لبنود القانون ومقتضيات مدون الشغل. وقد أسفر استمرار الاعتصام في مختلف مراكز الأداء في الطرق السيارة عن حالة من الفوضى في الطريق السيار، تجلّت، حسب المصدر ذاته، في تأخر فتح الحواجز أمام مستعملي الطريق، مما أسفر عن حالة من الاضطراب في حركة السير، تجلّتْ في الازدحام والاكتظاظ، خاصة في نهاية الأسبوع المنصرم، والتي كادت -حسب نفس المصدر- تسبب في حوادث، نتيجة غضب السائقين وامتعاضهم مما يحدث في الطريق السيار. وقد عاد مجموعة من المستخدمين للاعتصام أمام مراكز الأداء التي يشتغلون فيها، للحيلولة دون مباشرة المتدبرين العملَ مكانهم، وفي هذا الصدد، قامت إدارة مركز «تيط مليل»، حسب أحد المستخدمين، بمنعهم من استعمال الفضاء المخصص لهم، حيث تم منعهم من قضاء حوائجهم داخله، كما قال المستخدم. وفي إطار الجهود المبذولة لحل هذا الملف من طرف النقابة الوطنية لمستخدمي مراكز الاستغلال للشركة الوطنية للطرق السيارة، التابعة للاتحاد المغربي للشغل ووزارة التشغيل، فقد أكدت مصادر نقابية أن الاتحاد توصل برسالة من وزير النقل والتجهيز، كريم غلاب، يشرح فيها الوضع ويصفه، ولكنْ دون أن تتضمن الرسالة أي حل في الأفق القريب، تضيف المصادر ذاتها وتتساءل عن مصير المستخدمين الذي سيشتغلون في الطريق السيار الرابطة بين فاس ووجدة، والتي تم افتتاحها أمس الاثنين في الوقت الذي ما زالت الشركة لم تتوصل بعدُ إلى حل مع المعتصمين، الذين يُندّدون باستمرار اشتغالهم مع شركات المناولة، التي تتغير كل سنة، في غياب أي ضمانات وبدون أي تعويض عن أيام العطل وأيام السبت والأحد التي يشتغلون فيها ضدا على مدونة الشغل.