سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستخدمو الطرق السيارة يواصلون إضرابهم وينتقدون طبيعة الحوار مع الجهات المعنية اقتحموا مراكز الأداء وفتحوا الحواجز في وجه مستعملي الطرق السيارة للعبور بالمجان
يواصل حوالي 600 مستخدم في مراكز الاستغلال في الشركة الوطنية للطرق السيارة في الدارالبيضاء والقنيطرة اعتصامهم، للأسبوع الثاني على التوالي، بعدما رفضت إدارة الشركة، على حد قولهم، فتح حوار جدي ومسؤول معهم بهدف تحسين وضعيتهم، التي وصفوها ب«المزرية». وقد خاض المستخدَمون إضرابا عن العمل مدته 72 ساعة في نهاية الأسبوع الماضي، تمكنوا خلاله من اقتحام مراكز الأداء وفتح الحواجز في وجه مستعملي الطرق السيارة، الذين تمكّنوا من العبور بدون أن يتحملوا عبء الأداء، لمدة ربع ساعة، وهو ما يرفع -حسب مصدر مقرب- من احتمالات تكبّد الشركة التي يرأسها عثمان الفاسي الفهري لخسائر وصفها ب«المهمة»، خاصة أن المعتصمين عازمون على تمديده في حال لم تستجب إدارة الشركة لمطالبهم. وإثر ذلك، وحسب أحد المعتصمين، تدخلت قوات الأمن لتفريق المحتجّين، الذي رفعوا شعارات تندّد بسوء الأوضاع التي يعيشونها، وهو الأمر الذي، يؤكد المصدر، ذاته جعل أحد المعتصمين يقوم بسكب البنزين على جسده، مهددا بإحراق نفسه، في حال اقتربت القوات لتفكيك المعتصم. وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب الوطني لمستخدَمي مراكز الاستغلال في الشركة الوطنية للطرق السيارة، عبد اللطيف السطيح، أن المعتصمين ال300 تمكّنوا من مواصلة اعتصامهم لساعات متأخرة من الليل، وفي تلك الأثناء، يضيف المصدر ذاته، عقد اجتماع حضره كل من عامل عمالة برشيد وممثل عن شركة الطرق السيارة ومدير مراكز الاستغلال وممثل عن شركات المناولة مع ممثلين عن المستخدَمين بهدف الوصول إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف، لكن نتيجة الحوار -يضيف الكاتب الوطني- كانت ذات صبغة تهديدية أكثر منها حوارية، إذ إن الشركة عملت على «التملص» من مسؤوليتها تجاه المستخدمين باعتبارها غير مسؤولة عنهم، والحل الذي اقتُرِح لنا كان يهدف إلى تحسين وضعية المستخدمين ضمن شركات المناولة وليس خارجها. وقد ندد المعتصمون بما أسموه «حكرة» يتعرضون لها بسبب استمرارهم في الاشتغال مع شركات المناولة، التي ترمي لهم «الفتات»، على حد قولهم، بدون أي تعويض عن أيام العطل وأيام السبت والأحد التي يشتغلون فيها، ضدا عن مدونة الشغل. وأكد بعض العاملين أن ظروف العمل في شركة الطرق السيارة صعبة، بالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي يواجهونها على الطريق، حيث أكدوا أنهم يشتغلون لساعات بدون كراسٍ يجلسون عليها وفي درجة حرارة جد مرتفعة وبأجور لا تغطي مصاريف التنقل والسكن والصحة... ويطالب المعتصمون من مستخدمي مراكز الاستغلال بالإدماج المباشر داخل الشركة الوطنية للطرق السيارة وبالرفع من الأجور التي يتقاضونها، والتي لا تتعدى 2000 درهم. يذكر أنه انعقد في المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل في الدارالبيضاء، يوم الخميس، 14 يوليوز الجاري، المجلس الوطني للنقابة الوطنية لمستخدَمي مراكز الاستغلال، والذي استنكر مختلف الممارسات والإجراءات التي اعتبرها «تعسفية» تستهدف الحرية النقابية، بعد الطرد الجماعي والتنقيلات وتقليص ساعات العمل القانونية، التي تعرض لها عدد من المستخدَمين المنضوين داخل النقابة التي قررت الاستمرار في الوقفات الاحتجاجية إلى غاية الاستجابة لمطالب المستخدمين.