بعدما نفذوا تهديدهم بخوض إضراب وطني لمدة ثلاثة، تقرر تمديد الإضراب الوطني لمستخدَمي مراكز الاستغلال في الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب إلى أجَل غير مسمى ربطه المستخدمون باستجابة إدارة الشركة للمطالب التي يرفعها هؤلاء المستخدمون، مما يهدد ب»شلل» في حركة الطرق السيارة في المغرب، خاصة محور الرباط -الدارالبيضاء. وفي نفس السياق، أكد مراد زرابي، الكاتب العام الجهوي لتيط مليل، أن المعتصمين مستعدون لشل الحركة في الطرق السيارة للمملكة. وقد جاء قرار المستخدمين تمديد إضرابهم ودخولهم في إضراب مفتوح أول أمس الثلاثاء في أعقاب آخر لقاء حضره العمال ليلة الأحد -الاثنين، والذي تغيبت عنه شركة الطرق السيارة. وأكد زرابي، في تصريحات ل«المساء»، أن هذا القرار جاء بعد رفض الشركة الجلوس على طاولة الحوار مع المستخدمين، مشيرا إلى أن شركات المناولة لا تلتزم بالمحاضر التي يتم توقيعها مع المستخدمين. وسيتخلل هذا الإضراب المفتوح عن العمل، الذي قررت النقابة خوضه احتجاجا على تجاهل مطالبها من طرف إدارة الشركة الوطنية للطرق السيارة، تنظيم اعتصام في مركزي بوسكورة والقنيطرة، يشارك فيه حوالي 600 مستخدم، بمعدل 300 شخص في كل مركز. كما ينظم هؤلاء المعتصمون، بشكل يومي، وقفات احتجاجية في مختلف المراكز من أجل «التنديد بالتعنت منقطع النظير لإدارة عثمان الفاسي الفهري»، على حد تعبير أحد المستخدمين. وفي الوقت الذي يتشبث المعتصمون بضرورة الحوار مع شركة الطرق السيارة من أجل إيجاد مخرج لهذا المشكل، أكدت شركة الطرق السيارة أن هؤلاء العمال والمستخدمين ليسوا مستخدمي الشركة الوطنية للطرق السيارة وإنما هم عمال ينتمون إلى شركات خاصة أبرمت معها الشركة عقودَ خدمة عن طريق طلبات عروض، نافية أي صلة للشركة بالخروقات التي قد يتعرض لها هؤلاء المستخدمون، في حال حدوثها، ومحمّلة إياها لشركات المناولة. إلى ذلك، خاض هؤلاء المستخدَمون إضرابا عن العمل مدته 72 ساعة في نهاية الأسبوع الماضي، تمكّنوا خلاله من اقتحام مراكز الأداء وفتح الحواجز في وجه مستعملي الطرق السيارة، الذين تمكّنوا من العبور بدون أن يتحملوا عبء الأداء، لمدة ربع ساعة، وهو ما ساهم في تكبّد الشركة خسائر مادية. وندد المعتصمون بما أسموه «حكرة» يتعرضون لها بسبب استمرارهم في الاشتغال مع شركات المناولة، وقال مراد زرابي «إننا نعيش سنوات الرصاص مع شركات المناولة أو مصاصي الدماء»، على حد قوله. وأكد بعض العاملين أن ظروف العمل في شركة الطرق السيارة صعبة، بالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي يواجهونها على الطريق، حيث أكدوا أنهم يشتغلون لساعات بدون كراسٍ يجلسون عليها وفي درجة حرارة جد مرتفعة وبأجور لا تغطّي مصاريف التنقل والسكن والصحة. ويطالب المعتصمون من مستخدَمي مراكز الاستغلال بالإدماج المباشر داخل الشركة الوطنية للطرق السيارة وبالرفع من الأجور التي يتقاضونها، والتي لا تتعدى 2000 درهم، معتبرين أنهم يشتغلون في ظروف لا تستجيب لبنود مدونة الشغل، حيث يتم تشغليهم بدون أي تعويض عن أيام العطل وأيام السبت والأحد التي يشتغلون فيها. وتجدر الإشارة إلى أنه في حدود الساعة الواحدة من زوال أمس، توافدت على مكان الإضراب أربع شاحنات محمَّلة بعناصر من قوات التدخل السريع ورابضت غير بعيد عن المعتصمين.