هم مشاهير، شدتهم هوايات أخرى قبل أن يرسموا لأنفسهم مسارا مهنيا خاصا، تعددت مواهبهم جميعا، فما بين الموسيقي والرياضي والغطاس والملاكم.. اختلفت الهوايات، ولكنها ظلت دائما تشكل منعطفا جميلا في حياتهم، يلجؤون إليها لقضاء وقتهم الثالث بعيدا عن روتين العمل اليومي. «المساء» تدعوكم في زاوية «هوايات النجوم» إلى استكشاف الوجه الآخر للرياضيين والفنانين، بعيدا عن الملاعب وعن الأضواء الكاشفة، وتنقل إلى القارئ الكريم هواياتهم، اهتماماتهم، وبعض التفاصيل الخاصة عن حياتهم الشخصية، وذلك رغبة منها في تقريب الصورة الكاملة للمشاهير إلى المتتبعين. لا يمكن الحديث عن فريق «النهضة السطاتية» في جيل التسعينيات من القرن الماضي دون تذكر أسماء من قبيل خالد رغيب وسعيد الركبي وبوخنجر.. وغيرها من الأسماء الكبيرة التي كان لها شرف الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم.. وكان خالد رغيب واحدا من نجوم الفريق الكبار.. ازداد اللاعب سنة 1969 في مدينة سطات، التحق بفريق «النهضة» وتدرج عبر أقسامه كلها. كانت بداية اللاعب مع الفريق في سنة 1984، والتحق بقسم الكبار سنة 1988، وهي نفس السنة التي تمت فيها المناداة عليه من طرف الناخب الوطني عبد الله مالقا للعب رفقة عناصر المنتخب الذي خاض الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم. يروي اللاعب حكاية التحاقه بالمنتخب الوطني قائلا: «في سنة 1989 التحقت بفريق الشبان، وأحرزت الميدالية الذهبية والكأس رفقة المنتخب في دورة فلسطين التي أقيمت في العراق. التحقت بعدها بالمنتخب الأولمبي المغربي، ثم بمنتخب الكبار في موسم 1990/91، وأحرزت على ميدالية نحاسية في اليونان سنة 1991 مع منتخب الأمل، ثم لعبت رفقة الفريق الأولمبي المغربي نهائيات الألعاب الأولمبية التي أجريت في برشلونة. وفي سنة 1992، خضت جميع الإقصائيات المؤدية إلى نهائيات كأس إفريقيا في السينغال، ولعبت رفقة المنتخب المغربي إلى جانب لاعبين كبار، أمثال بادو الزاكي وعزيز بودربالة، ولعبت ضمن صفوف المنتخب الإقصائيات المؤدية إلى كأس العالم 1994 تحت إشراف المدرب مالقا ثم اللوزاني، ثم خضت مع المنتخب إقصائيات كأس إفريقيا وكأس العالم 1998، وكانت أفضل هدية قدمتها إلى المغاربة هي تسجيلي لهدف بقي عالقا بذاكرتي وستظل الذاكرة المغربية تحفظه لي، وانتهت مسيرتي الرياضية سنة 1998 مع المنتخب المغربي وفريقي الأم «النهضة السطاتية»». مازال الجمهور المغربي يتذكر بفخر الهدف الجميل الذي سجله رغيب ضد منتخب غانا، الهدف الذي منح المنتخب المغربي بطاقة التأهل لمونديال فرنسا، كان الفرح كبيرا. يتذكر رغيب حكاية هدف أدخله إلى سجل الرياضة المغربية، فيقول: «لا يمكن أن أصف لك فرحتي وأنا أسجل الهدف الغالي بضربة رأسية من تمريرة عرضية للحضريوي، الهدف الذي اهتزت له جنبات المركب الرياضي. ولما دخلنا مستودع الملابس، اتصل بنا الملك الراحل الحسن الثاني مهنئا، وتم استقبالنا فيما بعد بالقصر الملكي، وقد سألني الملك الحسن الثاني يومها كيف سجلت هدفي بالرأس ومكان المرمى الذي سجلت فيه الهدف، لقد كانت لحظات تاريخية لن تسقط من الذاكرة». أسس رغيب رفقة مجموعة لاعبين آخرين فريقا ثانيا في مدينة سطات، اشتاق اللاعب إلى أمجاد الزمن الرياضي الجميل، في وقت أصبح فيه فريق «النهضة السطاتية» مجرد اسم من الماضي. يتحدث اللاعب عن ذلك في بضع كلمات: «تأسيس فريق آخر في مدينة سطات جاء نتيجة غيرة بعض اللاعبين القدماء الذين أقفلت في وجوههم أبواب «النهضة السطاتية»، أمثال خالد رغيب وأحمد العلوي ونجيب البهلوي والجيلالي رونق وأخ العرب عبد الرزاق،... فالكل كان محاصرا وممنوعا من دخول بيت «النهضة السطاتية»، وهو ما جعل المجموعة التي طالها المنع تعمل على تأسيس فريق «أسود الشاوية» لكرة القدم، لإنقاذ جملة من اللاعبين الشباب الذين لم يستطيعوا اللعب ل«النهضة السطاتية» من الضياع، والهدف من تأسيس هذا الفريق هو إحياء الأمجاد الرياضية في المدينة، وإعطاء فرصة للاعبين الذين تم حرمانهم من اللعب في فريق «النهضة السطاتية»». يهوى خالد رغيب كرة اليد بقوة، في حين يبقى ركوب الخيل هو هوايته الثانية، ويعرف أبناء المدينة أن والد خالد هو من عشاق ركوب الخيل منذ زمن بعيد، ويستعد ليحط الرحال بموسم مولاي عبد الله أمغار في الأسبوع المقبل، ويسير خالد على نهج أبيه، إذ يعجبه جدا ركوب الخيل الذي شغف به أيضا أخوه المهدي، تأسيا بالوالد دائما، فعن هذا الأخير ورث الأبناء ولعهم بركوب الخيل، غير أن خالد يعترف بأن أخاه المهدي يجيد فن التبوريدة أكثر منه. «في منطقة الشاوية يصعب جدا أن تجد أحدا لا يهتم بركوب الخيل والمشاركة في المواسم، فقد ظلت التبوريدة عشق كل أبناء المنطقة، يمارسونها في كل المناسبات، وأنا لم أكن استثناء، فقد تعلقت بها بدوري بحكم اهتمام والدي برياضة ركوب الخيل وتحبيبه إياها إلينا. غير أن كرة اليد يبقى لها سحر خاص عندي، إذ كانت دائما هي رياضتي المفضلة بعد كرة القدم». ظل رومينيجة هو النجم المفضل لدى رغيب، وتأثر بأسلوبه في اللعب وتعلق من خلاله بالمنتخب الألماني، وأصبح دائما يتسمر أمام التلفاز ليشاهد مباريات الدوري الألماني التي كانت تنقل آنذاك على شاشة التلفزة المغربية كل يوم اثنين، ويعجبه حاليا كريستيانو رونالدو، نجم «ريال مدريد» الإسباني. ويعشق خالد رغيب الفن الشعبي، يستمتع بأغاني عبد الله الداودي وعزيز الستاتي، ويبقى الثنائي قرزز ومحراش من الفنانين المحببين إلى قلبه. وقبل أن ينهي رغيب حديثه معنا، تمنى أن يفرج سريعا عن رشيد نيني، إذ يعتبر اللاعب واحدا من القراء الأوفياء لعمود «شوف تشوف».