عبد المولى الزاوي أجلت محكمة الاستئناف بوجدة، أمس الاثنين، النظر في ملف معتقلي بوعرفة إلى الخامس والعشرين من هذا الشهر. وتأتي جلسة أمس بعد جلسة أولى جرت أطوارها في بداية الشهر الجاري، تم خلالها اتخاذ قرار التأجيل بهدف إعداد الدفاع. وكانت المحكمة الابتدائية ببوعرفة قد قضت، منتصف الشهر الماضي، بالسجن النافذ مددا مختلفة في حق المتهمين العشرة الذين مثلوا أمامها، إذ قضت بالحبس سنتين ونصف سنة في حق كل من الكاتب المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بالمنطقة الصديق كبوري، وكاتب قطاع الإنعاش الوطني التابع لنفس النقابة المحجوب شنو. وقد توبع الاثنان بتهمة التحريض على التجمهر وإقامة مسيرة بدون ترخيص. فيما تم الحكم على المعتقلين الآخرين بالحبس ثلاث سنوات بتهمة المشاركة في أعمال الشغب والتخريب. يشار إلى أن محاكمة معتقلي ما بات يسمى بملف بوعرفة عرفت في شقها الابتدائي حضورا مكثفا للعديد من فعاليات المجتمع المدني، إذ تابعتها، فضلا عن جانب من ساكنة المدينة، أسماء قيادية في الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فيما آزر المتهمين حوالي سبعة محامين من مختلف هيئات المملكة دفعوا في الموضوع بالكشف عن خروقات قالوا إنها طالت إنجاز المحاضر من طرف الضابطة القضائية، فيما نبهوا في دفوعاتهم الشكلية إلى ما اعتبروه تجاوزات مسطرية وقانونية مصاحبة للملف كعسكرة بناية المحكمة والتضييق على علانية الجلسة. وعرفت محاكمة أمس الاثنين حضور حوالي 50 محاميا يتقدمهم النقيب عبد الرحمان بنعمرو وخالد السفياني، تطوعوا جميعهم للدفاع في هذا الملف، فيما تأكد حضور نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، محمد الساسي، والنائبين البرلمانيين عن الحزب ذاته مختار الراشيدي وعبد النبي الفيلالي، وكذا عبد الإله المنصوري، والكبيرة شاطر، فضلا عن أعضاء التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار، التي يرأسها المتابع الرئيسي في الملف الصديق كبوري. كما ترأست خديجة الرياضي وفد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي نظم مكتبها الجهوي بوجدة وقفة جماهيرية أمام محكمة الاستئناف بعاصمة الشرق للتنديد بما اعتبره رئيس المكتب المحلي محمد المباركي محاكمة سياسية تستهدف تطويع الفعل الاحتجاجي ببوعرفة. وحول محاكمة أمس يرى النائب البرلماني سابقا عن المنطقة أحمد السباعي أن المحاكمة «محاكمة سياسية» على اعتبار أن التدخل الأمني السابق لمواجهة أحداث الثامن عشر من يونيو الماضي لم يكن موفقا ولا في محله، مضيفا أن «ما نشاهده اليوم هو من تبعات هذه المقاربة الأمنية التي واجهت بالقوة مسيرة منتظمة ومنضبطة». ويرى السباعي أن المحاكمة تأتي على خلفية الانتقام من أسماء نشيطة ومعروفة بالتحامها مع الجماهير في مناهضة الغلاء والحيف. وطالب في حديثه ل«المساء» بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ووقف متابعتهم، كما دعا إلى التعامل مع الحركات الاحتجاجية بغير أسلوب المقاربة الأمنية.