التقى حسن بنعدي، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، بفاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش للوقوف على ملابسات ودوافع استقالتها من رئاسة المجلس الجماعي لمراكش. وقد استمع بنعدي صباح أول أمس بأحد الفنادق الفاخرة بالمدينة الحمراء مطولا إلى فاطمة الزهراء المنصوري حول ملابسات القرار وما اعتبرته مشاكل حزبية دفعتها إلى الإقدام على قرار الاستقالة من عُمدية المدينة. كما استمع في جلسة خاصة وفي نفس المكان واليوم لحميد نرجس، عضو المكتب الوطني لحزب «التراكتور»، الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية سابقا، حيث بسط حميد نرجس، بصفته أمينا جهويا للحزب، لبنعدي وضعية الحزب بالمدينة الحمراء، وشرح له خلفيات قرار الاستقالة و«المشاكل الحقيقية التي تواجه العمدة»، على حد قول مصدر جيد الاطلاع. وقبل هذا اللقاء، عقد حميد نرجس اجتماعا حزبيا موسعا مساء يوم الأربعاء الماضي بمدينة مراكش، حضره أعضاء الكتابة الجهوية وبرلمانيو الحزب بجهة مراكش تانسيفت. وحسب ما تسرب في هذا اللقاء العاجل، الذي يأتي بعد الاستقالة التي تقدمت بها عمدة مراكش إلى والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، تحت ضغط «مشاكل حزبية»، والتي حملت فيها المنسق الجهوي وأحد نوابها في الوقت ذاته مسؤولية ما آل إليه الوضع الحزبي، فقد لوح حميد نرجس باستقالته من المسؤولية التنظيمية للحزب، فيما ارتفعت أصوات البرلمانيين برفض هذا القرار «الخطير» على حد وصف مصدر «المساء»، بل إن عددا من البرلمانيين هددوا بانسحابهم من الحزب في حالة ما تنحى حميد نرجس من المسؤولية الحزبية والتنظيمية. وقد ذرف مستشار برلماني بالغرفة الثانية الدموع تأثرا بكلام نرجس، وتعبيرا عن رفضه استقالة الأمين الجهوي، فيما قرر عدد من المستشارين والبرلمانيين المحسوبين على «تيار» حميد نرجس في اجتماع احتضنه مقر الحزب الجديد، وضم أزيد من 30 برلمانيا ومستشارا جماعيا وأمناء محليين بالجهة، الاستقالة من الحزب في حالة استقالة المنسق الجهوي والبرلماني بفريق الأصالة والمعاصرة. وقد عرف هذا اللقاء الحزبي نقاشا مطولا ومداخلات قوية، كان أبرزها ما ذكره مستشار برلماني بأن جهات مقربة من العمدة فاطمة الزهراء المنصوري تتهمه بالفساد في تدبير تعاونية للحليب، مطالبا إياها باللجوء إلى القضاء إذا كانت تتوفر على وثائق تدينه. ويبدو أن الوضع داخل حزب الأصالة والمعاصرة بجهة مراكش تانسيفت الحوز يزداد تفاقما، ويؤشر على مفاجأة تلوح في القريب العاجل، خصوصا مع توالي استقالات عدد من البرلمانيين والمستشارين الجماعيين والأعضاء بالحزب، إضافة إلى عملية الشد والجذب بين العمدة المنتمية لحزب «التراكتور»، والمنسق الجهوي للحزب نفسه ونائبها في الوقت ذاته.