كشف عبد الرحمان شوجار، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في اتصال أجرته معه «المساء»، أنه زار فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، في مكتبها بمقر البلدية يوما قبل تقديمها استقالتها. وقال شوجار في هذا السياق إن عمدة المدينة استعرضت، في لقاء جمعهما لمدة ساعتين، شريط معاناتها داخل الحزب مع بعض قيادييه في الإقليم والجهة، مشددة في الوقت نفسه على أنها أقحمت قسرا في كثير المواقف الحرجة. ونقل مصدرنا عن العمدة قولها: «لست قاصرا كي يتم التحكم في كل حركاتي وسكناتي»، في إشارة إلى تدخل بعض قياديي الحزب في اختصاصاتها بصفتها عمدة للمدينة. ونقل شجار، الذي اشتغل إلى جانب العمدة في عدة محطات انتخابية ولجن تنظيمية، رفضها العمل إلى جانب مستشارين ارتبطت أسماؤهم بملفات و«شبهات»، بينما انتمت إلى حزب «الأصالة والمعاصرة» للقطع مع هذه الممارسات. كما أن العمدة لم يرقها ما قالت إنه «محاولة فرض التعايش مع أناس لا تربطهم بها أي قيم سياسية»، مشيرا في هذا الصدد إلى «ولد العروسية» الذي تم انتخابه نائبا لرئيسة المجلس الجماعي بعد إقالة محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، خلال دورة استثنائية عقدها المجلس الجماعي. وأوضح بلاغ صادر عن عمدة مراكش، توصلت «المساء» بنسخة منه، أنه بعد تدخل المكتب الوطني للحزب، الذي رفض ب«المطلق قرار استقالتي، وبعد مساع حميدة لأطراف وهيئات وشخصيات، وحرصا على المصلحة العامة»، قامت عمدة مراكش ب«تجميد مؤقت» لقرار استقالتها من رئاسة المجلس الجماعي في انتظار اجتماع المكتب الوطني الذي سيبت تنظيميا، بعد غد الأربعاء، في أسباب القرار والإجراءات الكفيلة بتجاوز هذه الوضعية. وأضاف البلاغ أن سبب استقالتها يعود إلى «أنني واجهت العديد من المشاكل والإكراهات المرتبطة بالأداء التنظيمي المحلي لحزبنا، والتي تحول دون تحقيق الأهداف السامية لحزبنا في تجديد الممارسة السياسية وتخليقها وانفتاحها»، مشيرة إلى أن المشاكل والضغوطات التي لاقتها من بعض الأطراف الحزبية المحلية حالت دون إمكانية «مواجهة الفساد الضاغط». وقالت فاطمة الزهراء المنصوري إنه «انطلاقا من مسؤوليتي وحرصي على المصلحة العامة لساكنة مراكش ووفاء لمبادئ حزبنا، وفي مقدمتها مناهضة كل أشكال الانتهازية، قدمت استقالتي من الحزب، وبالتالي من رئاسة المجلس الجماعي للمدينة». من جهة أخرى، عاد فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، إلى واجهة الحزب من جديد عندما استطاع أن يقنع فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش، بالعدول عن قرار الاستقالة من رئاسة المجلس الجماعي لمدينة مراكش، ومن الحزب. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن الهمة اتصل بالمنصوري وأخبرها بأنه فوجئ بقرار الاستقالة «غير المنتظر»، قبل أن يقنعها بالعدول عن الاستقالة، مذكرا إياها بعدد من المواقف التي اجتازتها بلادنا و»المحن التي ما كان للمغرب أن يستقيم لو استقال أشخاص كثر من المسؤولية»، فيما أفاد مصدر مطلع بأن فاطمة الزهراء المنصوري استعرضت، في حديثها مع فؤاد عالي الهمة، جملة من المشاكل التي تعترض مسار التدبير الجماعي لمراكش، وكذا الخلاف الذي نشب بينها وبين حميد نرجس، الكاتب الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي تربطه علاقة قرابة بفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية سابقا. وقد نقل قيادي قولا لفؤاد عالي الهمة مفاده أن «علاقة القرابة لا علاقة لها بالسياسة».