بعد اتصالات مكثفة وجلسات ليست بالقصيرة، تراجع عبد الرحمان شوجار، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة والعضو السابق في خلية «شيخ العرب» المسلَّحة، عن قرار الاستقالة من حزب «التراكتور». وفور نشر خبر الاستقالة في جريدة «المساء»، بدأت الاتصالات تتهاطل على شوجار، بعد أن تمت بين أعضاء محسوبين على التيار «اليساري» داخل حزب الأصالة والمعاصرة. ولم يتقبل قياديون في المكتب الوطني للحزب، الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية، أن يغادر من يعتبرونه أحد «اليساريين المناضلين الشرفاء» صفوف الحزب، في الوقت الذي «مازال العديد من المفسدين يعيثون فسادا في الحزب ويسعون إلى إيجاد موطىء قدم لهم داخل أجهزته، لشيء في أنفسهم يريدون أن يقضوه»، يقول قيادي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح ل»المساء». ولهذا اتصل أعضاء في المكتب الوطني للحزب بأحد القياديين الجهويين، القادمين من حزب يساري، لمجالسة عبد الرحمان شوجار، وثنيه عن قرار الاستقالة، التي وجهها إلى محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وحسب معلومات استقتها «المساء» من مصادر موثوقة، فإن القيادي المكلف بالحوار مع شوجار شرح للأخير الوضع داخل الحزب، مؤكدا له أن الحزب ليس في حاجة إلى التخلي عن أمثاله من «المناضلين اليساريين الشرفاء»، في المقابل قال إنه يجب أن يتم التعبير عن غضبه واحتجاجه من داخل التنظيم الحزبي وبتنسيق مع جميع الذين يشاركونه نفس الملاحظات، بدل مغادرة الحزب. في المقابل، عبر شوجار، خلال اللقاء المغلق، عن أسفه لفسح المجال لمن أسماهم «المفسدين» و«الكائنات الانتخابية» في جهة مراكش تانسيفت الحوز وفي باقي الجهات، وقال إن عددا من الممارسات التي أصبحت تنخر الحزب يجب أن يوضع لها حد. وهو ما يفسره مصدر تحدثت إليه «المساء» بقوله إن هناك ثلاثة توجهات داخل الحزب، تتمثل في من أسماهم «اليساريين المناضلين» و«الانتهازيين المفسدين»، إضافة إلى فئة «خفية» قال إنها فئة مثقفة لا هم لها سوى الاستوزار والسعي إلى احتلال المناصب والواجهات. وخلص اللقاء، الذي تُوّج بعدول شوجار عن قرار الاستقالة واشتراط عودته ب»إعلان الحرب على المفسدين داخل الصف»، وهو ما تم الاتفاق عليه. وعلمت «المساء»، من مصادر عليمة، أن صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة، سيحل قريبا بمراكش من أجل الوقوف على المشاكل التي يتخبط فيها الحزب في هذه المدينة، وكذا للاطلاع على بعض «الملفات» التي فيها أسماء أعضاء وقيادات الحزب في الجهة. وحسب ما تسرب ل«المساء»، فإن الوديع لم تكفِهِ الأسباب التي برر بها شوجار استقالته من الحزب على صفحات «المساء»، وهو ما جعله يتصل بالقيادي السابق في خلية «شيخ العرب» ويطلب منه موافاته بمزيد من المعلومات. وكان عبد الرحمان شوجار، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة والعضو السابق في خلية شيخ «العرب» المسلَّحة، قد برّر استقالته من حزب «الجرار» ب«حالة الجمود التام التي يعرفها الجهاز التنظيمي للحزب وبتجميد الآليات الحزبية محليا، والتي تمت هيكلتها بطريقة توافقية»، مضيفا، في تصريح ل»المساء»، أن الجهود التي كانت مبذولة إبان الانتخابات الماضية في جهة مراكش تانسيفت الحوز، تبيَّن في ما بعد أنها «كانت تصب في خانة إنجاح الانتخابات فقط».