بعد أن ظل الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان ينتظر إجابة على رسالته التي سبق له أن أبلغها للمندوب العام للسجون حفيظ بنهاشم، والتي طالب فيها بمعلومات تتعلق بضمان حقوق من تبقى من المعتقلين السياسيين في ملف بلعيرج لاجتياز الامتحانات، تأكد أخيرا عدم تمكن هؤلاء المعتقلين السياسيين من اجتياز الامتحانات الجامعية لهذه السنة، حسب ما أُبلغت به تنسيقية عائلات السجناء عند زيارتها لسجن تولال بمكناس، أول أمس الاثنين. وكان مجموعة من المعتقلين السياسيين، وفق بيان رسالة الائتلاف قد تعرضوا لنقل تعسفي، من سجن سلا 2 إلى سجن تولال بمكناس، وذلك على إثر الاحتجاجات التي عرفها سجن سلا نفسه في 16 و17 ماي الأخير. لقد تزامنت الاضطرابات التي أُشير إليها مع زمن الامتحانات المبرمج في مختلف الجامعات، ومن تمة لم يتمكن أي سجين ممن بات يطلق عليهم «ملف من تبقى من المعتقلين السياسيين في ملف بلعيرج» من اجتياز الامتحانات، بدعوى أن المعتقلين أنفسهم وقعوا على تنازل في الموضوع ، وفق ما أبلغه المحامون للعائلات، إلا أن هاته الأخيرة ومعها مختلف الجمعيات الحقوقية رأت في الأمر ضغطا وإكراها مورس على السجناء من طرف المندوبية السامية، بغية تملصها من المسؤولية في هذا الموضوع. في الموضوع نفسه يرى عبد الإله بنعبد السلام، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن ظلما كبيرا لحق بهؤلاء السجناء عندما تم حرمانهم من الامتحانات، وبالتالي الحؤول بينهم وبين الحق في التعليم، الذي يعتبر حقا كونيا وهو من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء وفق أدبيات الأممالمتحدة وكذا القانون 23-98 المنظم للسجون. أما سميرة الرماش المنسقة الوطنية لتنسيقية عائلات من تبقى من السجناء السياسيين في ملف بلعيرج فقد أكدت ل«المساء» أن طموح العائلات في الظرف الراهن بات يقتصر على تحسين ظروف الزيارة واللقاء بالمعتقلين، لأن موضوع الامتحانات قد قضي أمره فيما يبدو، وتتابع :«أملنا كأسر للمعتقلين أن تتحسن ظروف لقائنا بهم، بعيدا عن الحراسة اللصيقة، المبالغ فيها، كما أن العشر دقائق المخصصة للقاء غير كافية زمنيا للاطمئنان على أقاربنا، ونطالب بالنظر مجددا في قائمة الممنوع إدخاله من الطعام». وتساءلت الرماش، التي هي بالمناسبة زوجة المعتقل السياسي منصور بلغدش، عن السر وراء تمديد العقوبة التي اتخذتها إدارة السجون إزاء هؤلاء المعتقلين عقب احتجاجاتهم أواسط ماي الماضي، إذ كان من المفترض أن يكون الخامس من الشهر الجاري موعدا لانتهاء هذا الكابوس، وتابعت القول بأنها لا ترى أفقا فيما يتعلق بتمكين المعتقلين من اجتياز الامتحانات، رغم الوعود التي تلقتها، في وقت سابق من أكثر من جهة، إلا أن زيارة الأمس، تضيف الرماش، «كانت من أجل قطع الشك باليقين، وهو ما تأكد بالفعل رغم عدم تمكن التنسيقية من لقاء مدير السجن».