طغت الشعارات التي انتقدت عمدة فاس، الاستقلالي حميد شباط، على احتجاجات حركة 20 فبراير مساء يوم أول أمس الأحد، ووصفه بيان صادر عن الحركة، بعد الانتهاء من تظاهرتها، ب«زعيم مافيا الفساد في المدينة». وقد جاء هذا «التصعيد» بعد «تلويح» قال موظفون جماعيون ينتمون إلى الحركة إنهم «توصلوا» به من مسؤولين في المجلس الجماعي يبلغهم أن قرارات توقيف ستُتّخَذ في حقهم بتهم تتعلق بالسب والشتم في حق الرؤساء المباشرين، في إشارة إلى الشعارات التي ترفعها الحركة ضد رئيس المجلس الجماعي وضد والي الجهة. وتتهم حركة 20 فبراير الاستقلاليين ب«تجييش» من تسميهم «البلطجية» و«الشماكرية» والمنحرفين للاعتداء على نشطاء الحركة وإقامة تجمعات ممولة من المال العام، فيما وصف شباط، في دورة استثنائية، ما يعرف ب«الربيع العربي» ب«الخريف العربي»، وقال إنه سيواصل تصديه لحركة 20 فبراير. ويرفع المتظاهرون المحسوبون على حزب الاستقلال في المدينة، أثناء خروجهم إلى الشارع، شعارات مناهضة للحركة ويصفون شبابها ب«أعداء الله» و«أعداء الوطن». وقد سبق لشباط، في أحد تصريحاته المثيرة للجدل، أن وصف هؤلاء الشباب بأنهم يتناولون «القرقوبي»، أما أنصاره فقد نعتوهم ب«شباب الشيشة والقصايْر». وخلافا لتظاهرة الأحد الماضي، فقد شاركت العدل والإحسان في تظاهرة أول أمس، والتي استعانت فيها الحركة بمكبّرات الصوت لإيصال شعاراتها الغاضبة. وقال بيان للحركة إن ساكنة فاس تعيش وضعا متأزما «في ظل سطوة مافيا الفساد والإجرام، التي حولت حياة الأغلبية إلى جحيم». وتحدث البيان عن ملف الأزبال، التي تراكمت في عدد من أحياء المدينة طيلة الأسبوع الماضي، نتيجة لجوء العمال إلى الإضراب احتجاجا على حرمانهم من أجورهم ومستحقاتهم لشهور. وطالبت الحركة ب«تفكيك مافيا الفساد والإجرام في مدينة فاس وبمحاكمة كل المجرمين». وكان وسط المدينة قد شهد، في مساء اليوم نفسه، خروج المئات من أنصار الطريقة القادرية البودشيشية للتعبير عن مساندتهم للإصلاحات الملكية. وردد أنصار هذه الزاوية أذكارهم في الشاعر العام، إلى جانب العشرات من ساكنة المدينة وبعض صناعها التقليديين. كما شارك في هذه المسيرة، التي جابت مختلف شوارع المدينة، مستشارون استقلاليون.