لم يتأخر رد شباط عن الشعارات المناهضة التي رفعتها حركة 20 فبراير ضده في مسيرة عارمة جابت مختلف شوارع مدينة فاس مساء يوم الأحد الماضي، والتي اتهمته بالفساد وطالبت برحيله. فقد استغل ترؤسه دورة المجلس الجماعي للمدينة، صباح يوم أول أمس الاثنين، ليوجه وابلا من الاتهامات ضد هذه الحركة. ووصف عمدة فاس شباب هذه الحركة بالمتطرفين وعملاء إسرائيل وأمريكا. وقال إنهم يتلقون التمويلات من جهات أجنبية، وهدفهم هو تيئيس الشعب المغربي، مضيفا أن الهدف مما يجري في عدد من الدول العربية هو هدف صهيوني يرمي إلى الإطاحة بالأنظمة. وذكر بأن 80 في المائة من المشاركين في المسيرة مفسدون. لكن أشد الاتهامات التي أطلقها العمدة شباط، صاحب التصريحات المثيرة للجدل، والذي سبق له أن استعان بكتاب «برتوكولات حكماء صهيون» لمهاجمة هذه الحركة، ومعها حزب الأصالة والمعاصرة، إشارته إلى أن شباب حركة 20 فبراير هم من الذين يتناولون «القرقوبي»، وهي نفسها تقريبا العبارة التي ساقها العقيد الليبي معمر القذافي للرد على احتجاجات الليبيين. وقد سبق للعمدة شباط أن اقتبس من العقيد الليبي، في أحد تجمعاته الأخيرة بالمدينة، عبارة «زنكة، زنكة، دار دار» للحديث عن كونه دخل في حرب ل«استئصال» حزب الأصالة والمعاصرة بالمدينة. ووجه شباط انتقادات مثيرة إلى الطلبة القاعديين الذين يرفعون شعارات يسارية راديكالية أثناء التظاهر إلى جانب شباب حركة 20 فبراير، وشكك في وطنية هؤلاء الطلبة الذين يرفعون صور الزعيم اليساري تشي غيفارا، ودعا إلى مواجهة هذا المد، وعدم مجاملته، وقال إن هناك حدودا حمراء لا يجوز تجاوزها. ونعت بعض الأحزاب المشاركة في هذه الاحتجاجات، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، بالأحزاب الانتهازية، موردا بأنه ليس من المقبول أن تشارك هذه الأحزاب في الحكومة، وتسير في نفس الوقت في احتجاجات المعارضة. وأثارت هذه التصريحات، التي عارضتها فرق الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية وأحد مستشاري الأصالة والمعاصرة، الكثير من اللغط داخل القاعة التي احتضنت الدورة العادية لشهر أبريل. وتطورت الأمور بين الطرفين إلى تبادل «السب والقذف». فقد دافع حسن بومشيطة، عن العدالة والتنمية، عن حركة 20 فبراير ووصف شباط بالفساد والنفاق السياسي، ونعت جواد الكناوي أساليب شباط ب«المافيوزية» بعدما أصدر هذا الأخير تعليماته لمصادرة الميكروفون منه أثناء مداخلته التي دافع فيها عن احتجاجات شباب حركة 20 فبراير. ووصلت هذه الأزمة ذروتها في الاتهامات التي تبادلها مع فريد أمغار، عضو المجلس عن حزب الأصالة والمعاصرة، فقد اتهم هذا الأخير العمدة بالفساد. بينما رد عليه الأخير ب«بياع الحشيش»، وقال مخاطبا إياه بأنه هو وإلياس العمري، القيادي في حزب «البام» «خرجتو على المغرب». وقرر عدد من أعضاء فرق المعارضة الانسحاب من الدورة، لكن قمة التوتر عادت من جديد عندما رغب المستشار أمغار في الانسحاب، فاقتبس شباط عبارات الاحتجاجات التي تتردد في الشارع العربي مطالبا إياه ب«الرحيل»، قبل أن يردد أتباع العمدة، في القاعة، عبارة «ارحل» لعدة مرات بطريقة أثارت استغراب جل المتتبعين الذين حضروا أشغال هذه الدورة، التي استنفر انعقادها عددا كبيرا من أنصار العمدة ممن يسميهم خصومه ب«البلطجية» وسط ساحة المجلس الجماعي تخوفا من أن يعمد شباب حركة 20 فبراير إلى اقتحام مقر المجلس.