يحكي كتاب «فنانة لا تعرف الماكياج» للناقد السينمائي المصري طارق الشناوي حكايات مثيرة ومستترة للعلاقات الخاصة والملتبسة التي قامت بين الكثير من الفنانات والراقصات العربيات والمصريات وكبار زعماء الدول ومع بعض الشخصيات السياسية والعسكرية النافذة. ومما جاء في الكتاب الذي خلق ضجة لا مثيل لها في مصر، علاقة الراقصة تحية كريوكا بالرئيس المصري جمال عبد الناصر وبنخبة من كبار الضباط الأحرار الذين كانوا يحكمون بجانبه، بمن فيهم أنور السادات التي جمعته وإياها علاقة خاصة قبل وبعد تربعه على كرسي الجمهورية. هذا، وتُنعت الراقصة المعتزلة سهير زكي ب»راقصة الزعماء» لكونها دخلت أشهر القصور الرئاسية والملكية والأميرية من أبوابها الواسعة، ورقصت أمام أشهر الشخصيات العربية والدولية، من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى شاه إيران وزعيم تونس الحبيب بورقيبة، وكانت في الآن نفسه جد مقربة من الأدباء والشعراء والصحافيين. ويتذكر عشاق كوكب الشرق أم كلثوم كيف أنها صرحت أكثر من مرة بحبها وتقديرها لشخصين أكثر من باقي الرجال ممن عرفتهم طيلة حياتها، وذكرت الملك الحسن الثاني، وأما الشخص الثاني فامتنعت عن ذكر اسمه، وقد كانت تأتي باستمرار إلى المغرب لإحياء سهرات غنائية خاصة بالقصر الملكي. إلى ذلك، فقد سبق للراحل الحسن الثاني أن قلد الفنانة المصرية الكبيرة فاتن حمامة بوسام الاستحقاق الوطني، وهي نفس الالتفاتة الملكية التي قادت الفنانة المصرية شادية إلى رحاب القصر الملكي، حيث وشحها الملك الحسن الثاني بنفس الوسام، كما أن الفنانة نادية لطفي لم تكن تخفي إعجابها في أكثر من مناسبة صحفية بشخصية الملك الحسن الثاني وبثقافته العربية والغربية وولعه الكبير بالفن والفنانين. وكانت الفنانة شادية قد صرحت لوسائل الإعلام بكون الحسن الثاني هو «فارس أحلام المرأة العربية»، في حين وصفته نبيلة عبيد التي لعبت دور بطولة فيلم «الراقصة والسياسي» ب»الشخصية ذات الجاذبية الكبيرة «، أما المطربة صباح فلم تنس أجمل لحظاتها لما طلب منها الحسن الثاني أن تغني له. وكان الفنان المغربي صالح الشرقي قد كشف في حوار صحفي سابق مع الصحيفة العربية «دنيا الوطن» أن الراحل الحسن الثاني هو من طلب من المطربة صباح غناء قطعة «ما أنا إلا بشر» لعبد الوهاب الدكالي، كما أنه كان من أكبر العازفين على آلة «الأكورديون»، ولا ينسى الوسط الفني العربي ما كانت قد صرحت به الفنانة الكبيرة فايزة أحمد في حق الحسن الثاني الذي وصفته بأنه «رجل خلق لإسعاد المرأة».